أستاذتي الكريمة نادية بوغرارة
جميلة هذه النظرةالشاملة للقصيدة ككل، وهي تبقي الباب مفتوحا لاستعراض أغلب الأبيات تفصيليا . وأتمنى أن تواصلي .
لدي بعض التعليق على ما تفضلت به
جعلني ردك أستاذي أعمل على عرض بعض الإحصاءات ، و أبث بعض الخواطر :
1- حصر الأبيات التي تساوى فيها مؤشر الصدر و العجز :
البيت رقم :1
ما بين الظاهر و الخافي 0,75 = من حسنك يا هذا الجافي 0,75
البيت رقم : 9
أوغلت و لم آخذ حذري 2 = في البحر و لست بخوّاف 2
البيت رقم :16
وافيتك إذ نوديتُ و ما 0,5 = بوعودي يمكن إخلافي 0,5
البيت رقم 18
ما خطبك تمنع ظمآنا 2 = عن نبع محبتك الصافي 2
الأصل أن ذلك ( معامل الاختلاج 1 ) يعني تجانس الحالة النفسية بين الشطرين . ما رأيك ؟
=======
2- أضعف و أقوى مؤشر :
ما لفت انتباهي هو ما يلي :
أضعف مؤشر جاء في صدر البيت رقم 15 :
مينائي ضاع و أرصفتي = 0,2
و أقوى مؤشر ورد في صدر البيت رقم 20 :
تعنين ( من أعلى المؤشرات ) لأن أعلى مؤشر هو لصدر البيت الخامس إذ يبلغ 10,0
هدّمت القلب بأشكال = 6
شعرت أنه بالرغم من المسافة بين الشطرين إلا أنهما يصفان الحالة نفسها :
ضياع الميناء و الأرصفة و هدم القلب ، و كلاهما قمة في الشعور بالانهزام ،
لكن بينهما مسافة كبيرة عند حساب مؤشر م/ع ، غير أننا لو نظرنا لموقع كل منهما في
القصيدة لربما وجدنا تعليلا منطقيا :
فالأول جاء بعد التأكيد على استمرار الارتباط و البحث عن وجه المحبوب ،
بينما الثاني جاء بعد انقلاب الشاعر و ثورته ليتحدث عن الهجر و يلوم على المنع من
ورود نبع المحبة الصافي .
إضافة إلى ما تفضلت به فلنتأمل الفرق في بناء الكلمات الذي أدّى لتباين المؤشرين ونحاول ربطه بالحالة في كل منهما
أ - مينائي ضاع و أرصفتي = 0,2
ب - هدّمت القلب بأشكال = 6
في (أ ) مينائي – أرصفتي بينما في (ب) القلب
استعمال الاسم مضافا إلى ياء المتكلم في مضمونه خصوصية ترققه، بينما القلب ( نظير مينائي = قلبي ) وكأنه ليس قلب الشاعر يدل على بعض الشّدّة، وللبناء والمعنى انسجام إذ أن حرف الياء يعد في ع بينما (أل) تعد في ميم
استعمال (ضاع) في ( أ ) وكأنه سرد خبري وفي ألف ضاع زيادة لعدد (ع) في مقابل ( هدّمتَ ) و (نظير هدّمت ضيّعتَ ) مع ما في الخطاب من استحضار للمشهد يفوق السرد، والدال المشددة في ( هدّمت ) تزيد (م)
=======
3- بيت مختلف :
البيت رقم 19 :
هجرانك سورة هاجرة = و رضاك ظلال الصفصاف
بين الصورة في الشطر الأول و ضدها في الشطر الثاني نتوقع أن نجد تباينا في المؤشر
أيضا ، لكن المفارقة هي أنهما يحملان مؤشرا يكاد يتطابق في الشطرين : 0,6 و 0,5
و لكن يبرر ذلك إن كان الشاعر سيانٌ عنده الهجر و الرضا و يكتفي بمراقبة حال المحبوب و وصفها دون أن يتأثر بها .
صحيح هما متقابلان سلبا وإيجابا ولكنهما متعادلا الشدة، فالسلب والإيجاب كالفرح والارتياح يمكن أن يتعادلا في قيمة المؤشر مع الحزن والانزعاج إذا كان تأثيرهما ذاته على النفس وإذا أعطينا مؤشرا لقيمتي المؤشرين فهما (- 0,6 و + 0,5 )
5- بيت القصيد :
أظن أن بيت القصيدة ، و الذي يصفها و يختصرها هو البيت الأخير :
ما أعجب جسمي معمورا 1,33 = و فؤادي مندثر عاف 0,5
هذا البيت يصور تناقضا عرفته القصيدة منذ البدء - منذ العنوان - ، تراوح فيها الشاعر
بين الطلب و الإحجام و بين العتاب و التودد ،بين القوة و الضعف ، بين الظاهروالخافي,
و هذا دليل حالة توتر عام شابت القصيدة ، و تنتقل للقارئ الذي ينهي القصيدة لا يعلم لمن ستكون الغلبة ، للسيف أم لقلب السياف ..
كانت هذه وجهات نظر أرجو أن أكون موفقة فيها ، و ان تكون حساباتي فيها صحيحة .
تحياتي للجميع .
أحسنت عموما مع تكرار ما تفضلت به من احتمال اختلاف التفسير بين محلل وآخر.
والله يرعاك.
المفضلات