المهم أن يدرك العرب أن للخليل منهجا شاملا . ثم لا بأس أن يتقدم الآخرون بما يرونه في ظل إدراك وجود المنهج.
وأنه لن يكون هناك بحر غير بحور الخليل إلا عندما يكتشف عنصر غير عناصر ماندلييف
العزيز خشان معك كل الحق في القولين . حتى شعر التفعيلة لم يستطع تجاوز بحور الخليل و ظل يستظل بها... لكنني أحببت أن تفصل بين أمرين"البحرية" و "الخليلية" فقد يدعي أحدهم انه ابتكر بحرا جديدا فيكون بحرا فعلا و إن لم يكن خليليا و لا حتى مستساغا ف"البحر" هو مجرد مصطلح و قد ذكروا من علل تسميته استيعابه جميع أبيات القصيدة.
و لم تستوعب البحور التي أقرها الخليل و دوائره كل ما أساغته الذائقة العربية فثمة بحور ذكرها و سماها على انها مستعملة و لا وجود لها في الواقع الشعري كالمضارع ، كما عد بعضها مهملة كالمتدارك و لكنه مستعمل على اختلاف بين العروضيين في تاريخ أول استعمال للبحر .....أما راهنا فهو طاغي الحضور في شعر التفعيلة بشكليه الخببي و التام.

إن هذه الفقرة من كلام الخليل جديرة بأن تحدث منعطفا في علم العروض. ولكني لست متفائلا بهذا الصدد لعمق تأثير البعد عن المنهجية في فكرنا العربي بشكل عام. وفي سيادة الحفظ في العروض بشكل خاص
العزيز د.خشان خشان الذي لا يكل و لا يمل بارك الله فيك و في نشاطك : أنا من أنصارك و من أنصار الرقمي فهو إضافة رائعة للعروض التقليدي ، و لكن نقطة الخلاف بيني و بينك في هذا انه لا يصلح مدخلا موسيقيا لتذوق الشعر العربي ، الذي لم تتأسس أوزانه إلا على السليقة أو "سجية العرب و طباعها" ، فالأوزان هي أصوات لا أرقام و لا تفاعيل ، و الوسيلة الفضلى للتمرس بها و التمرن عليها هي الأذن. اما الرقمي فوسيلة فعالة لتأصيل عروض الخليل و استكناه منهجيته و حين يصب في هذا المجرى سيثمر أروع الثمرات ، أما أن يتخذ وسيلة لتعليم العروض للناشئين فهذا يعني إحداث القطيعة_منذ البداية- بينهم و بين جوهر الأوزان القائم على النغم .

تحياتي الاخوية للرائع خشان