أخي العزيز
أنا حين سألت هل يتساويان رياضيا كان سؤالي واضح وأنا لم أقصد ( حسابيا أو عدديا )
والفرق كبير بين الحالتين ,
تقول 3 برتقالاات = 3 تفاحات
وهذا صحيح من الناحية العددية , وهكذا كانوا يعلموننا في المدارس الإبتدائية كي نفهم الأعداد والجمع والطرح.
لكن من الناحية الرياضية :
1 س لا تساوي 1 ص
التفاحة لا تساوي برتقالة
العدد قد يتساوى لكن الإختلافات هي أكثر بكثير من التساوي.
فالبرتقالة لا تساوي التفاحة بوزنها
البرتقالة لا تساوي التفاحة بحجمها
النتفاحة لا تساوي البرتقالة بنوعها
ولن أذكر الإخترفات الأخرى التي تفضلت أنت بها.
والحرف الساكن لا يساوي حرفا متحركا ابدا ,
وأنا أعطيك مثالا آخر
1 ذرة هيدروجين هل تساوي 1 ذرة اوكسجين ؟
قد تكون :
عدديا متساويتان نعم
1 h = 1 o
لكن هل هما متساويتان وزنا أو تركيبا ؟ كلا طبعا
عدديا نعني الرقم الموجود بجانب رمز كل ذرة دون الأخذ بنظر الإعتبار نوع الذرة , بمعنى آخر أننا حذفنا الرمز الكيمياوي واعتمدنا الرقم فقط , وهذا لا يعني شيئا بالنسبة للذرات لأنهما ليستا متساويتان لا وزنا ولا تركيبا ولا عددا ذريا ولا نوعا.
أنا الآن ما أفهمه هو اعتمادكم على عدد الحروف وليس نوعها , وهذا ما لا أعتمده أنا , وكنت قد أجبت الشاعرة الأستاذة ثناء حين أوردت ذلك لكنني لم أكن متيقنا من أنكم فعلا تعتمدون العدد لا النوع.
وأنا أرى أنه لو اعتمدنا عدد الحروف فقط كما وردت في البتقالة والتفاحة , فليس هناك داع أن نتعمق بالعروض ولنعتمد على عدد الحرف فقط كأن نقول مثلا بحر الطويل هو :
24 حرفا = 24 حرفا ويجوز حذف حرفين من كل شطر
فهل هذا الكلام صحيح ؟
أخي أساس التفعيلات هو ليس عدد الحروف إنما الأوتاد والأسباب , والزحافات أجازها الشعر العربي لذا فالسبب المزاحف يؤخذ كسبب في التركيب لكن قيمته ووزنه يختلف عن السبب السالم.
أما الربط الرياضي بين الحرف المتحرك والحرف الساكن لا أعتقد أنه صعب على مهندس مبدع مثلكم.
العروض تقول الحرف المتحرك أثقل من الحرف الساكن , وعلينا أن نجد قيمة هذا الثقل في الرقمي.
أنا احتهدت وتوصلت لما أقنعني وطرحته في رؤيتي والتي انطلقت أساسا على منهجك في الرقمي.
أما عروضيا :
فأنا لا أتفق معك في الجواب الأول لأنه أولا مبني على فواعد لم يأت بها الفراهيدي , وما أعرفه أنك تنطلق من قواعد الفراهيدي.
لأنه ليس هناك خبب في منهج الفراهيدي.
والمثال الذي أعطيته :
حضرت وجاءت
فهما إن كانا جزءا من تفعيلة فهما عروضيا جائزتان كما تردان في ( متفاعلن , ومستفعلن ) لكنهما منفصلتان فأنا لا أتفق معك فيما طرحته وقد سبق وأن بينت ذلك في حوار مع الدكتور ضياء الدين
فالتفعيلة ( فعْلن ) لا وجود لها في حشو الشعر العربي الذي أجازه الفراهيدي.
بينما ( فعِلن ) أجازها الفراهيدي في الحشو.
والسبب العروضي هو :
فعِلن أصلها ( فاعلن ) ويجوز خبنها لتصبح ( فعِلن ) أو ( ف عِلن للتوضيح ) مما يعني تركيبها من سبب مزاحف ووتد.
أما فعْلن فلم يجزها الفراهيدي في الحشو كتفعيلة مستقلة لأنها بلا وتد بل تتكون من سببين خفيفين.
أما ما ورد في الأعاريض والأضرب فهناك الأوتاد تتعرض للعلل ويجوز أن تأتي ( فاعلن ) وتصبح ( فعْلن ) كما في ضرب البسيط مثلا. مما يعني أن الوتد مازال موجودا لكنه قطع منه العين.
أما موضوع التساوي فأنا مازلت عند رأيي :
السبب الخفيف + السبب الخفيف لا يساوي السبب الخفيف + السبب الثقيل.
لأن القاعدة عندي هي :
السبب الثقيل أثقل من السبب الخفيف
الحرف الثقيل هو أثقل من الحرف الخفيف.
وما تفضلت به من الخبب , إن كنا سنعتمد من الشعر العربي فهو يجب أن يحمل على الأقل وتدين في كل شطر , أما ما يأتي على ( فعْلن ) فهو حسب عروض الفراهيدي ليس شعرا وهو لم يقره ولم يذكر حتى بحره.
أما ما تفضلت به عن حذف الساكن المرمز هاء وأن له قيمة فكم هي قيمته ؟
هل هي 1 , ويأتي الحرف المتحرك أيضا 1 , وهذا يناقض مقولة الحرف المتحرك أثقل من الساكن.
أما عن سؤالي :
ألم يتفق العروضيون جميعهم على أن الحرف المتحرك أثقل من الحرف الساكن؟
أخي العزيز
أعتقد أننا لسنا بحاجة أن نستعرص ما يقوله غير العروصيين لأنه واضح من التسميات العروضية :
السبب الخفيف = حرفا متحركا وحرفا ساكنا
السبب الثقيل = حرفا متحركا وحرفا متحركا
إذن من أين جاء الثقل لينقلب الخفيف إلى ثقيل ؟ أليس من الحرف المتحرك الثاني ؟
وببساطة نستنتج أن الحرف المتحرك أثقل من الساكن.
فإن كان الحرف المتحرك هو 1 فما قيمة الحرف الساكن ؟
وإن كان السبب الخفيف = 2 فهل هذا يعني أن الحرف الساكن يساوي 1 أيضا.
وتقول أخي العزيز :
وكذلك لا تستوي المتحركات ذاتها في الثقل تبعا للحركات،
هذا صحيح , لكنه لم يؤخذ به في العروض , فالحركة هي حركة وإن ضوعفت بالتنوين تصبح حرفا ساكنا. فالخرف الساكن يساوي حركتين من نفس النوع , وهذا ساوى في قيمة الحركة عروضيا.
وإن أردنا الخوض في هذا فسأقول أنه حتى الحروف الهجائية يختلف بعضها عن بعض , لكن ما اعتمد عليه عروضيا هو الحرف المتحرك والحرف الساكن دون الأخذ بنظر الإعتبار نوع الحركات أو نوع الحروف. لأن هذا سيعتمد على انتقاء الشاعر لمفرداته ووقع الحروف على مسامعه.
وسأكتفي الآن بهذا وأعود لما تبقى بإذن الله.
المفضلات