أود المشاركة في هذا البحث الحواري النافع على قدر معرفتي المتواضعة، فأرجو قبولها من طالب علم، وأدلي بمعرفتي من أساتذتي.
القول في هاء الضمير كحرف روي :
إن كان قبل هاء الضمير متحركاً لا تصح حرف روي أبداً.
وإن كان قبلها ساكناً ، ولم يلتزم الشاعر حرفاً أصلياً غيرها فتصح روياً لقصيدته ، ,وتكون هي اختياره لها لتكون روياً لقصيدته. فإن التزم حرفاً أصلياً قبلها فالأقوى أن يكون الحرف الأصلي هو حرف الروي .
وأما الهاء الأصلية فهي حرف روي في كل أحوالها . وإذا التزم الشاعر غيرها فهذا أمر يخصه وحده.
ولبيان الروي في هذه القصيدة المذكورة :
هـذي أويـقـات الصـفـا فـانـهـبـهـا ..... روحـي لشـرب الراح صـرفـاً هبها
2 واغـنـم زمانك وانتهز قرص المنى ..... واجـعـل حـظـوظك مركباً واركبها
3 وأدر مـدام الأنـس صـاح وطـف بها ..... بـيـن الندامى واسقني واشربها
4 واسـتـجـلهـا بـكـراً وإن تك مازجاً ..... فاسمح بمعسول الرضاب واشربها
5 فــالدهـر فـي فـرح بـطـلعـة كـوكـب ..... حجب الدياجي الدهم لم تحجبها
6 هـو نـيـر الدنـيـا وزيـنـة أهـلها ..... وبـه الأهـلة فـي كـمال استبها
7 وهو السعيد وفي ليالي القدر قد ..... وافـى فـفـز بـالحـظ إن تـرقبها
8 أفـارح مـن سـبـقـوه يـشـبـه بعضها ..... بـعـضـاً ولم تـنـظـر لهـذا شـبها
9 عـنـت وأجـفـان العـنـايـة قـد عفت ..... وبـدا وعـيـن الحـظ يـقـظى نبهي
10 فـإن ازدهـت عـجـبـاً مـفاخرها زها ..... وســمــا بـأبـهـة عـليـهـا أبـهـى
11 وإذا تـــبـــاهــت جــاء تــاريــخــه ..... فـرح المـسـرة للسـعـيـد الأبها
نلاحظ أن الهاء الأخيرة منها ضمير ومنها أصلية ، وقد التزم الشاعر قبلها حرفاً أصلياً ساكنا هو الباء.
ففي هذه الحالة يصح الحرفان (الهاء والباء ) كحرف روي ، الهاء الأصلية ، وهاء الضمير قبلها ساكن.
وتصح الباء لأنها أصلية والتزمها الشاعر في جميع الأبيات . ولو وجد بيت واحد بدون الباء قبل الهاء ، لكان الروي هو الهاء فقط .
ومن يحدد حرف الروي حقيقة لقصيدته هو الشاعر نفسه ، فلو سئل الشاعر عن حرف رويه في هذه القصيدة وقال الهاء يكون التزامه بالباء من باب لزوم مالا يلزم. ولو قال الباء فهو له وصحيح بقوة. وتكون الهاء وصلاً والألف للخروج.
وبتحليلي المتواضح أن كلا الحرفين صحيحان كروي في هذه القصيدة. (الهاء والباء).والحقيقة عند الشاعر. لأن الشاعر هو الذي يحدد حرف الروي الذي يلتزمه لقصيدته ، وما ندلي به هو من باب تحري الأقرب لمواصفات حروف الروي الأقوى في القصيدة.
وهنا يحقق كلا الحرفين شروط حرف الروي.
والقصد أن من ذهب في الحوار إلى أن الهاء هي حرف الروي والتزام الباء من لزوم مالا يلزم صحيح. ومن ذهب إلى أن الباء هي حرف الروي فصحيح، ولكن لا يحق له أن يقصر الروي بها وحدها. لأنه لا يمكنه نفي الهاء بعد الساكن أن تكون روياً.
ملاحظة :
حالة مشابهة في هذا الباب مع كاف الضمير التي تصح روياً إذا لم يلتزم الشاعر حرفاً أصلياً قبلها ، فإن التزمه كان الأصلي هو الروي ويكون الكاف وصلاً. ( خطابك .. كتابك... عقابك...)
المفضلات