شكرا لك أخي وأستاذي الكريم
لا يوجد مما تبناه أستاذي خلوف وزن أرفضه من حيث المبدأ.
العرب عرفوا الشعر قبل العروض وأحسنوا النحو قبل معرفة علم النحو لأنهم كانوا ذوي فطرة سليمة.
جاء الخليل ليوصف تلك الفطرة توصيفا يمنع انحرافهم. وكانت دوائره أكبر دليل على شمولية تفكيره في ( علم العروض ) بحيث منعت تلك الدوائر أي تناقض في تفاصيل الخليل في (العروض ) .
أستاذي د. خلوف ذو فطرة متصلة أشد اتصال بتلك الفطرة العربية الأصيلة لدرجة أني أقول لو كان الناس كلهم مثله لما احتاجوا إلى العروض. وخلافي معه هو في أن لفطرته هذه في أغلبها نفس سمات تلك الفطرة العربية، وأن ما يقبله هو من الجديد هو في الأعم الأغلب منسجم معها.
إختلافي معه هو في توصيف سر تميز ذائقته وكشوفها المبدعة.
هو يقول "هي ذائقتي واذني بلا رابط يجمع ما تستسيغانه من نتف" . وأنا أقول له هذه النتف متصلة وهي جسم متماسك. وما طرأ عليها من جديد دافع لاستكشاف ذلك انطلاقا من شمولية نظرة الخليل.
وتأصيل ذلك وفق منهجية الخليل فيه إنصاف لذائقتك حتى لا يتخذها سواك ذريعة لتسويق ذائقة ليست بمستواها. وهو يرفض ذلك.
هو يتعامل مع ظواهر المرويات في إطار العروض وأنا أدعو إلى التعامل معها في إطار مضمون علم العروض.
وهذا ثاني خلاف لي معه سبقه خلافي معه في طريقته في التأصيل حيث قال فيها شذوذ. قلت له لا شذوذ فيها.
الخلاف الآن في تناول ما يقبله له نفس الطبيعة. فوصفه ظاهريا دون جوهر متصل بمضمون علم العروض تنتج عنه جوازات وصور أخرى لا يؤمن توافقها مع أذنه حينا أو مع الخليل حينا آخر.
ثم ظهر لي منه جديد، وهو تقديم هذه التفتيتية التوصيفية بديلا لشمولية الخليل لدرجة قوله إنه يرى أن الخليل كان يسير على هذا المنوال قبل أنت يقع في فخ شمولية دوائره. وهنا بلغ خلافي معه شأوا لا مجال لتجاهله، فهذا قول جديد لا أعتقد أن أحدا سبقه إليه وهو لا يطيح بمنهجية الخليل وحده بل بكل نهج تراث العروض العربي الذي محوره في اتفاقه واختلافه منهجية الخليل لا سواها. هذه التوصيفية المتطرفة المطلقة التي باتت تملي عليه قمع الشمولية والمنهجية التي تطل من ثنايا نتاجه هو بين الحين والآخر . ومن هنا أكرر رجائي وإلحاحي بتعريف هذا المنهج الجديد ( التوصيفية ) تعريفا علميا واضحا. متوقعا الصعوبة البالغة في ذلك لأن وضعها على المحك سيكشف تناقضاتها - التي بينت وسأبين المزيد منها عند تطبيقها على الواقع - فتعريفها كتعريف خيال بمواصفات الأجسام المادية.
ويبقى حواري معه على اختلافنا مصدرا لتعلمي الكثير منه ومثالا للحوار الموضوعي الذي يحتذى مع الأخوة الحقة التي لا يزيدها الاختلاف العلمي إلا قوة.
وليست بيدي أمنية تراودني بما يمكن أن يبلغه استكشافنا لشمولية فكر الخليل من مستوى سامق لو اقتنع أستاذي بوجود شمولية لدى الخليل.
أمران :
1- الدوبيت مستثنى مما تقدم
2- أرجو أن تطلع على الفرق بين العروض وعلم العروض :
https://sites.google.com/site/alaroo...lrwd-wlm-alrwd
3- ربما تجد بعض الإجابة عن سؤالك حول المنسرح على الرابط:
http://arood.com/vb/showthread.php?p=6718#post6718
يرعاك ويرعاه الله.
المفضلات