أخي الكريم النورس

الأمر كما أوضحت الأستاذة رغداء. وزيادة في التوضيح أقول
نحن في الوزن ((4)3 1 3 ((4)3 1 3 لم ننطلق من البسيط ولا يصح الانطلاق من البسيط للوصل إليها، فلا تخاب في حشو البسيط يمكننا من جعل 4 في الحشو تتحول إلى ((4)، ولكننا انطلقنا من الكامل لننتهي بصيغة تبدو كما تفضلت وكأننا لو انطلقنا من البسيط لنصل إليها لكان ذلك بتحقيق ما ذكرت. ويوضح هذا قولي:

ما ذا لو انعدمت 2 3 في البسيط مثلا بأن أصبحت 1 3 هل يأتي وزن البسيط

1 3 3 1 3 1 3 3 1 3

الجواب كلا. ولكن هذا الوزن سليم .

يعني بعد أن وصلنا من الكامل إلى هذا الوزن عقدنا مقارنة بينه وبين البسيط بدا فيها أننا لو انطلقنا من البسيط لنصل إليه – وهذا لا يجوز - لكان علينا افتراض جواز التخاب في 4 في حال انعدام 2 3 كليا وحلول 1 3 محلها.
ولاختبار هذا الافتراض – الذي لا يجوز عروضيا – على الطويل في حال تحول 2 3 فيه إلى 1 3 نستعرض هذا الوزن
3 1 3 4 3 1 3 4 ونختبر الوزن في حال تحول 4 إلى ((4) لانعدام وجود 2 3 النافية للتخاب
يصبح الوزن 3 1 3 1 3 3 1 3 4
وعليه النظم
رأيتك منطلقا إلى هدفٍ أسمى .... عليك به سحَراً ضميرك قد أومى

حيث ثمة تجانس في الوقع الخببي فيما بين القوسين 3 ((1 3)) (( 1 3 3)) ((1 3 )) 4 وهنا انتفت صفة الطويل عن هذا الوزن

والمفترض أن نجده أسلس من الوزن 3 2 3 1 3 3 2 3 4 حيث يجتمع التخاب مع 32 البحرية النافية له، وعليه

رأيناك منطلقا إلى حافز أسمى .... عليكم به سحَراً ضميرك قد أومى

ففي الصدر منه تباين في الوقعين ( البحري ) و (( الخببي))

3 (2 3) ((1 3 3 )) (2 3) 4

فهل هو كذلك في السمع ؟


والأمر كله كما ترى رياضة عروضية أو تأمل كما قالت الأستاذة رغداء لاختبار تنظير الرقمي وليست تجريبا للشعر –كما قد يرى البعض - فالطويل وهو أعذب البحور أو من أعذبها لا يقبل الفاصلة أبدا لأن 32 فيه نافية للتخاب ووجود التخاب فيه على أي حال وإن وجد مستساغا يخرجه من الطويل.