- 2 -
و من صام أو صلى و يعلم حالـه**ففي النار يلقوه على كل حالـة
و من لم يجيئ منا لموضع كفرهـم**يعاقبه اللباط شر العقوبـة
و يـلـطم خديـه و يأخـذ ماله**و يجعله في السجن في سوء حالـة
و في رمضان يفسدون صيامنـا**بأكل و شرب مرة بعد مرة
و قـد أمـرونا أن نـسـب نبينا**و لا نذكرنْه في رخاء و شـدة
و قد سمعوا قوما يغنونا باسمـه**فأدركهم منهم أليم المضـرة
و عـاقبهـم حكامهـم و ولاتهم**بضرب و تغريم و سجن و ذلـة
و من جاءه موتو لم يحضر الذي** يذكرهم لـم يدفنوه بحيلــة
و يتـرك فـي زبـل طريحـا مجـدلا**كمثل حمار مـيت أو بهيمـة
إلى غـير هـذا مـنأمـور كثيرة**قـباح و أفـعـال غـزار رديـة
و قـد بدلـت أسـماؤنا و تحـولـت**بأسماء أعلاج من أهل الغبــاوة
وآهـا علـى أبنائـنا و بـناتنـا**يروحون للباط في كل غــدوة
يعلمهم كفرا و زورا و فريـة**و لا يقدروا أنيمنعوهم بحيلـة
وآها على تلك المساجد سـورت**مزابل للكفار بعدالطهـارة
و آها على تلك الصوامع علقـت**نواقيسه مفيها نظير الشهادة
و آها على تلك البلاد و حسنهـا**لقدأظلمت بالكفار أعظم ظلمـة
و صارت لعباد الصليب معاقـلا**و قدأمنوا فيها وقوع الإغارة
و صرنا عبيدا لا أسارى فنقتدى**ولا مسلمين نطلقهم بالشهـادة
فلو أبصرت عيناك ما صارحالنا**إليه لجادت بالدموع الغزيـرة
فيا ويلنا، يا بؤس ما قدأصابنا**من الضر و البلوى و ثوب المذلة
سـألنـاك يـا مـولاي بـالله ربنـا**و بالمصطفى المختار خير البريـة
و بـالسـادةالأخـيار آل محمد**و أصحابه أكرم بهم من صحابة
و بالسـيدالعـباس عم نبينـا**و شتيه البيضاء أفضل شيبـة
وبالصالحين العـارفين بربهـم**و كل ولى فاضل ذيكرامــة
عسى تنظروا فينا و فيما أصابنـا**لعل إله العرش يأتي برحمـة
فقولك مسموع و أمرك نافــذ**و ماقلت من شيئ يكون بسرعـة
و دين النصارى أصله تحت حكمكـم**و من ثميأتيهم إلى كلـورة
فبـالله يـا مولاي مـنوا بفضلكـم**علينا برأي أو كلام بحجــة
فأنتم أولوالإفضال و المجد و العلا**و غوث عباد الله في كل آفة
فسل بابهمأعنى المقيم برومة**بماذا أجازوا الغدر بعد الأمانـة ؟
ومـا لـهـم مـالـوا علـينا بغدرهم**بغير أذى منا و غيرجريمـة
و جنسهم المغلوب في حفظ ديننـا**و أمن ملوك ذي وفاءأجلـة
و لم يخرجوا مـن دينهـم و ديارهـم**و لا نالهم غدر و لاهتك حرمـة
و من يعط عهـدا ثـم يغـدر بعهده**فذلك حرام الفعلفي كل ملـة
و لا سيـمـا عنـد المـلـوك فإنه**قبيح شـنيع لايـجوز بوجهــة
و قد بلغ المكتـوب منكــم إليهـم**فلمتعلموا منه جميعا بكلمة
و مـا زادهـم إلا اعتــداءوجـرأة**علينا و إقـداما بـكل مســاءة
و قـد بلغـتأرسـال مصر إليهـم**و ما نالهم غدر و لا هتك حرمـة
و قالوالتلك الرسـل عنـا بأننـا**رضينا بدين الكفر من غيرقهـرة
و ساقوا عقود الزور ممن أطاعهـم**و والله ما نرضى بتلكالشـهادة
لقد كذبوا فـي قولهـم و كلامه--ــم**علينا بهذا القول أكبر فريـة
و لكن خوفا القتل و الحـرق ردنا**نقول كماقالوه من غير نية
و ديـن رسـول الله مـا زالعندنـا**و توحيدنا لله في كل لحظــة
و والله ما نرضـىبتبديـل ديننـا**و لا بالذي قالوا من أمر الثلاثـة
و إنزعمـوا إنـا رضيـنا بدينهم**بغير أذى منهم لناأو مساءةِ
فسل و حَرا عن أهلها كيف أصبحـوا**أسارى وقتلى تحت ذل و مهنـة
و سـل بلَفـيقا عن قضيـة أمرها**لقد مزقوا بالسيف من بعد حسرة
و منيافه بالسيف مـزق أهلهـا**كذافعلوا أيضا بأهل البشــرّة
و أنـدَرشٌ بـالنـار أحـرقأهلهـا**بجامعهم صاروا جميعا كفحمة
فها نحـن يا مـولاي نشكو إليكـم**فهذا الذي نلناه من شر فرقـة
عسى ديننا يبقـىلنـا و صلاتنـا**كما عاهدونا قبل نقص العزيمـة
و إلا فيجلوناجمـيعا من أرضهم**بـأموالنـا للغـرب دارالأحبـة
فأجلاؤنـا خيـر لنـا مـن مقامنا**علىالكفر في عز على غر ملـة
فهذا الذي نرجوه من عز جاهكم**و من عندكم تقضى لنا حاجـة
و من عندكم نرجو زوال كروبنـا**و مانالنا من سوء حال و ذلة
فأنتم بحمد الله خيرملوكنـا**و عزتكم تعلو على كل عـزة
فـنسألمولانـا دوام حياتكـم**بملك و عز في سرور ونعمـة
و تمدين أوطان و نصر على العدى**و كثرة أجناد و مالو ثـروة
و ثـم سلام الله تتلـوه رحمة***عليكم مدى الأيام في كل ساعة
أزهار الرياض في أخبار عياض،ج 1 ص 108 ،109 لشهابالدين احمد بن محمد المقري التلمساني. الرسالة محفوظة في المكتبة الوطنيةبالجزائر.
مصدر المقال: جريدة المساء
القصيدة: منظمة الشعب الأندلسي_مهدي رمعون المورسكي الندرومي
المفضلات