السلام عليكم
الأستاذ الكريم الأديب والشاعر عادل العاني
وأنا أشكرك لتفضلك برأيك القيم .
تقول حضرتك بأنك "لم تتطرق إلى الفارق الزمني بين المتحرك والساكن " ، إذن ، عن أي فارق بـين الساكن والمتحرك تبحث في العروض الرقمي ؟؟!!
العروض عموما ، والعروض الرقمي خصوصا ، مبنيان أساساً على مبدأ تباين الفارق الزمني بين المقاطع العروضية ، فليس ثمة شيء آخر يمكن أن يفيدك به علم العروض غير الفارق الزمني بين مقطع عروضي وآخر . لماذا؟
لأن أي فارق آخر غير الفارق الزمني ،إنما يقع خارج مجال علم العروض، وخارج اختصاصه .
في علم (اللسانيات) يتم تصنيف المقاطع الملفوظة بالاعتماد على معيار زمن اللفظ ، فيقال : مقطع قصير ومقطع طويل ، فالكلمتان ( قصير وطويل) تدلان على المعيار المستخدم للتمييز بين المقاطع وهو الفارق الزمني . وفي علم اللسانيات يسمى المتحرك (صائت) مثل بَ ويُعد مقطعاً ( قصيراً مفتوحاً )فهو قصير لأنه ينتهي بحركة صوتية قصيرة (فتحة أو ضمة أو كسرة). وأما إذا انتهى بحرف مد أو حركة طويلة مثل (بـَا -بو - بي) فيسمى ( طويلاً مفتوحاً) . بينما يسمى الحرف الأصلي الساكن المجرد من الحركة القصيرة والطويلة ( صامت ) .
لكن الساكن (الصامت) في ( العروض) لا يمكن أن يأتي منفرداً. فإما أن يكون ملحقاً في نهاية مقطع صوتي قصير مثل : (مِنْ ) فيسمى المقطع بسببه حسب علم اللسانيات (مقطعاً قصيراً مغلقاً) لأن الصامت أغلق المقطع ولم يسمح بمد الصوت في آخره .
أو يكون ملحقا بآخر مقطع صوتي طويل مثل (نارْ) فيسمى المقطع (لسانياً) مقطعاً طويلاً مغلقاً، لأن الصامت أغلق المقطع الطويل ولم يسمح بمد الصوت في آخره .
و ترى في العروض أن الساكن دائماً تابع لمقطع عروضي ما ،ويعد جزءاً من المقطع العروضي . ،فهو ليس مقطعاً عروضياً مستقلاً . على النقيض من المتحرك الذي يُعد مقطعاً عروضياً مستقلاً . وليس من المنطق العروضي مقارنة المقطع الكامل المستقل بجزء من المقطع.
وإن كان لا بد من المقارنة فهي من اختصاص علم اللسانيات الذي يمتد البحث فيه خارج حدود المقاطع العروضية ..
والله أعلم
مع أطيب تحية
المفضلات