في العادة فإن تباين المشاعر في القصائد العاطفية الشخصية يكون أكثر بروزا منه في القصائد التي تتناول القضايا العامة، لا لضعف المشاعر العامة بل لاستقرارها في النفس ومؤشر م/ع أكثر وضوحا في حال تفاوت اختلاجات المشاعر منه في حال استقرارها.
على أنه استوقفني شطر رأيته جميلا منذ البداية، ولكن رؤيتي له في ضوء م/ع بعثت في نفسي شحنة وفي عيني لدلالته دمعة.
تتعافى حبيبتي بغداد
تتعافى حبيبتي بغداد
تتعافى حبيبتي بغــــــداد
ت تعا في حبي بتي بغْ دا دو .....
1 3 2 3 3 2* 2 2
ما ثمة إلا مقطع واحد ساكن (
بغْ = 2*)
م/ع = 1/ 6 = 0,15
وهو من أشد المؤشرات انخفاضا. تأملت دلالته فرأيت فيه من الجمال ما لمْ أر من قبل، لكأنما هنا قلبٌ يسيل هياما وحنانا ويدان تمتدان برفق متناه لتحضنا طيفا تخافان عليه أن يتبدد من لمسهما.
الشاعر يتلاشى ويتلاشى من حوله كل شيء ولا يبقى ملموسا إلا ( بغْ ) ممثلة لبغداد .
وانظر إلى البيتين التاليين
اَرجئـي البـوحَ ريثـمـا يــا سُـعـاد.............تتعافى حبيبتي بغداد
2* 3* 2* 3* 3 2 3 2 .............1 3 2 3 3 2* 2 2
م/ع = 5/ 9 = 0,6
*
وقـرأْنــا ولـيــس ثــمــةَ مُــصــغٍ..............وكتبنا وغيرنا يُـسـتــجــاد
1 3* 2 3* 3* 1 3* 2 * ..........1 3* 2 3* 3 2* 3 2
م/ع = 8/ 5 = 1,6
في الأول حنان ورفق ، وفي الثاني حنق فاختلف المؤشران تبعا لذلك
على أن (حرم بغداد ) في البيت الأول يمتد من العجز إلى آخر الصدر مضيفا إلى التصريع مهمة تعبيرية ( يا سعاد تتعافى حبيبتي بغداد ) والمؤشر هنا = 1/ 12 = 0,1
ومن جهة أخرى فلعل للتناهي دورا هنا ، بحيث يزداد المؤشر مع انفعال الوجد فإذا جاوز الذروة تضاءل المؤشر. وللمزيد حول التناهي :
http://arood.com/vb/showthread.php?t=4402
ما أبدع العربية حينما تتشربها النفس الشاعرة وتعبر بها بتلقائية .
تحية لك أستاذي وأخي الكريم.
والله يرعاك.
المفضلات