بسم الله الرحمن الرحيم
- قد تجلى فى هذه الدورة بوضوح مدى روعة الرقمى و ابتكاريته, من حيث :

أولا - الاختصار و التبسيط, و التركيز على الفهم مع البعد عن الجزئيات غير ذات القيمة العلمية و العملية, و التى تشكل نوعاً من الحشو إذ تتطلب الحفظ المجرد, مما يثقل كاهل طالب العروض التفعيلى.. فمثلا :

بينما - بفضل الله تعالى - نفهم نحن طلبة العروض الرقمى, الآلية التى تتم بها عملية تحول الفاصلة 2 2 و السببين 2 2 إلى الصور المختلفة 2 1 , 1 2, 1 1 فنطبقها بارتياحية تامة على البحور المختلفة, يعانى طلاب العروض التفعيلى من المسميات و المصطلحات المختلفة لذات العملية, تبعاً لورودها فى البحور المختلفة , فيقضون الساعات الطوال فى حفظ أسماء كالعصب و الوقص و الخبْل, و أخرى من شأنها أن تصيب بالخَبَل !

ثانيا - تحقيق نتائج مبهرة فى وقت قليل للغاية :

فها هى دورة يسَّر الله تعالى دراستها لمعظم طلاب الرقمى فى أقل من أسبوع,فمنحتهم إلماماً تاماً بستة بحورٍ هى ( الكامل و الوافر و الرجز و الهزج و السريع و الرمل) حيث تركز عبقرية الرقمى على إبراز الخصائص المتشابهة لكل مجموعة من البحور, و بالتالى فسيحس الطالب كما لو أنه يدرس حالات مختلفة لبحر واحد, و أزعم من خلال قليل علمى أن ذلك هو هدف الخليل رحمه الله, من ساعة البحور, تلك التى توقفت تروسها بفعل الإهمال و عدم الصيانة حتى وفق الله تعالى أستاذنا خشان فأدار بالرقمى تروسها مرة أخرى, أو لعله قد حولها إلى ساعة رقمية؟ نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ثالثا - شمولية رسالة الرقمى التى تتعدى علم العروض إلى الدعوة لنهضة فكرية حقيقية, و لعل ذلك الأمر يتضح جليا فى حال تلاميذ الرقمى و مدرسيه, و حالة التواصل و التكامل الفريدة التى تجمعهم فى سبيل تحقيق نشر العلم و الأخذ بأيدى بعضهم البعض إلى طريق النجاح و التقدم, إنها دورة تكاملية مبهرة النجاح, فتلميذ اليوم هو أستاذ الغد, و نحن كتلاميذ هنا لا نتعلم لأجل أنفسنا فحسب, بل لنساهم فى نشر رسالة الرقمى العظيمة و فكر أستاذنا خشان.. بارك الله لنا فيه .

أدرك جيدا أن العديدين من زوار هذا الصرح العظيم هم من طلبة العروض التفعيلى و أساتذته, فعدد المشاهدات للصفحات نسبةً إلى عدد أهل الرقمى المسجلين تُخبر بذلك, و لعل من هؤلاء الزوار الأفاضل من يتابع المشاهدة بصفة منتظمة, ربما ليدرُس تطور التلاميذ أو ليُكوِّن انطباعا مدروسا عن الرقمى, و ألفت انتباه هؤلاء الأفاضل إلى أننا فى الرقمى لا نعادى العروض التفعيلى و لا ننكر قيمته, و لكننا ندرس هنا علما ممتعا فعالا, بصورة لم يسبق لها مثيل, و قلتها سابقا و يزداد يقينى بها مع كل يوم, لو أن كل علمٍ استُطيع تبسيطه بتلك الصورة فبإذنه تعالى سنسود الأمم فى ظرف سنواتٍ قلائل, و دون عناء !

إنما أرى مثَل طالب العروض الرقمى و طالب العروض التفعيلى, كجارين يسكنان فى الطابق الأخير من ناطحة سحاب, فأراد كلٌ منها أن يحمل معه حقيبةً تزن مائة كيلو جرام, فدفع أحدهما حقيبته و وضعها فى المصعد, فحملهما المصعد معاً حتى طابقه فى دقائق معدوة دون أى عناءٍ من جانبه, بينما رفض الآخر استقلال المصعد لأنه رآه بدعةً علميةً جديدة, و حمل حقيبته على ظهره, فكان كلما قطع بعض الدرجات أخذ يستريح ليلتقط أنفاسه اللاهثة, فمتى فى ظنكم قد يصل, إن كان سيصل ؟! نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

و حتى يكون المثال مانعا.. فقد يقول أحدهم أن من حمل الحقيبة قد قَوِيَت عضلاته ببذل المجهود, ولكن ذلك لم يحدث.. لأسفهِ, بل قد تسبب له ثِقل الوزن فى التواءٍ بعموده الفقرى نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

فهلّا تفضلتم باستقلال المصعد..