الحبيب فاروق
منذ قرأت العنوان خمنت المضمون
بنفس الطريقة التي أفهم بها مقالا عنوانه " هل الإسلام ظاهرة وضوئية " فإني أعرف من العنوان أن كاتبه مستشرق أو تلميذ مستشرق.
باختصار :
1- يقول الكاتب :" إنّ نازك الملائكة لا تنبذ شعر الشطرين ولا تريد أن تقضي على أوزان الخليل، وإنما ترمي إلى أن تبدع أسلوبا جديدا توقفه إلى جوار الأسلوب القديم، وتستعين به على بعض موضوعات العصر المعقدة."
حينما قرأت العبارة أول مرة ظننت – مجرد ظن – أنه ينتقد نازك لعدم هدمها عمود الشعر العربي. ثم تيقنت من ذلك بعد استكمال المقال.
2- إن الغربيين الذين أسسوا للشعر الحر حافظوا في الوقت ذاته على شعرهم الكلاسيكي ولهم أبحاث مميزة راقية في العلاقة بين أشكال ومضامين الشعر والعمارة والموسيقى، وثمة مشاركة لي حول ذلك على الرابط:
http://www.online-literature.com/for...n-architecture

وفيه من الاقتباس ما يفيد.

3 – يقول الكاتب :" وتمثل القصيدة الحديثة منعطفا هامًا في التشكيل الشعري العربي،" يقول "الحديثة" ويتجنب لفظ " الحداثية "

هنا مربط الفرس

الحداثة تيار فكري ذو منهج شامل إزاء القضايا الأدبية والثقافية والعقدية شأنها في ذلك شأن كل منهج فكري. وهذا التصور هو رسالة الخليل بن أحمد التي يركز عليها العروض الرقمي في تواصله مع فكر الخليل بن أحمد بعدما أهمل قرونا.
وأيما رد على أية جزئية من منهج ما لا يستقيم إلا بتناولها في إطار المنهج الذي تنبثق منه.

ولا ينفع الرد إلا في هذا الإطار وهو يذكرني بردي على الأستاذ إبراهيم الوافي :
http://arood.com/vb/showthread.php?t=5333

وإلى حد ما كذلك ردي على الأستاذ مهدي نصير :
http://arood.com/vb/showthread.php?t=5405

كما يذكرني بموضوع " قصيدة النثر"
http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...7%E1%E4%CB%D1-)

لطالما تمنيت أستاذي فاروق أن تتوسع خارج حدود الدورات هذه فرصة أتمنى أن تغتنمها وتقرأ الردود أعلاه.
ولا بأس من الإحالة على ما كتبه د/ أحمد محمد زايد
http://www.saaid.net/mktarat/almani/70-7.htm

للحداثة عدة خصائص نذكرها فيما يلي:
أولاً: الانحراف العقدي
في الفكر الإسلامي الأصيل لا ينفك الفكر عن السلوك، ولا تنفصل العقيدة عن العمل، وعمل الإنسان أيا كان نوعه ترجمة لعقيدته، ودعوة إليها، وحراسة لها، فالشاعر يعبر بشعره عن فكرته وعقيدته، والفنان يترجم عن فكرته الإسلامية بريشته، والمعماري يبدي الملامح الحضارية الإسلامية في شكل عمارته، هكذا المسلم على اختلاف عمله ومهنته تبدو لديه روح الإسلام، لكننا نجد الحداثيين يبثون سموم إلحادهم وانحرافاتهم العقدية من خلال أعمالهم ومكتوباتهم وخاصة في مجال الأدب والشعر, فهم يستهزؤون بالله ورسله وشريعته، وهذه نماذج تدل على بعض انحرافاتهم العقدية:
* أدونيس راهب الحداثة يعلن عن كفره في بعض ما يسميه شعرا قائلا:
أسير في الدرب التي توصل الله
إلى الستائر المسدلة
لعلني أقدر أن أبدله.
وفي موضع آخر يعلن عن وثنيته قائلاً:
أنا المتوثن والهدم عبادتي([1])


قد لا يكون بعض من أخذوا بالمفهوم الحداثي في الأدب معزولا عن سواه على بينة من هذا التكامل في طرح الحداثة، وهؤلاء ليسوا حداثيين. تماما كحال بعض من أخذ بالشيوعية في جانبها الاجتماعي دون ربطه بفكرة الإلحاد فيها وأذكر أني سمعت أن بعض أعضاء الحزب الشيوعي السوداني كانوا يغادرون الاجتماع ليؤدوا صلاة العصر. هؤلاء لم يكونوا شيوعيين.

-------------------------
لم تتجاوب صفحة الجريدة في قبول الرد. ربما يتم ذلك لاحقا.