أعجبتني هذه القصيدة فرأيت أن اطلعكم عليها

http://www.facebook.com/photo.php?fb...type=3&theater

ذاتَ وداع - للشاعرة وطن نمراوي

يَـبكي رَحيـلاً ؛ فـالـوَجِــيـبُ صَهـيـلُ
و الـدَّمْــعُ فـي سُوحِ الـعُـيونِ خيُـولُ

مَـدَّ الـيَـمـيـنَ مُـصافِــحًا فـوَجدتُ أنـ
نَّ الشمسَ ضَـيفي و الصباحَ نَـزِيـلُ

و على وسـادِ الــفَـجـرِ نـامَـت وَردَةٌ
يَـشتـاقُ ضَــمَّ خُـدودِهـا الـتَـقبـيـلُ

بـمَديـنةِ الـصُبـحِ ابـتـسامَـةُ عاشِـقٍ
و على الــتُــخُـوم مُــتـيَّـمٌ و عَـليـلُ

تَـقـتـاتُ مِـن أوجاعِـنا و مِـنَ الـجَـوَى
و لَكم بــقَـبــرِ الــشَوقِ نـامَ قـتـيـلُ

و على الرَصيفِ تَسارَعَتْ خَفقاتُ قلـ
بِ مُـــسافـرٍ كــالعـــادِيــاتِ تَــصُـولُ

أقـصـرْتُ عَيني عَن عَـقاربِ ساعتي
عـلَّ الـلـقــاءَ -إذا قــصــرْتُ- يـَـطـولُ

قـَد أيــنـعَـتْ بَـيـنَ الــعـيـونِ مَدامِـعٌ
لـمَّـا بـكى مِــن شَـوقِـــه المَـنـديـلُ

لـمَّـا الـقِـطـارُ تـبـاعَـــدَت خـطـواتُــهُ
و عَـلا عـلى صَـوتِ الصَـفيـر عَـويـلُ

لـمّـا الــمـحطَّــةُ أشـهَــرَتْ إفلاسَنا
فـالــصَّــمْـتُ شُحٌّ و اللِـسانُ بَـخيـلُ

لـمَّـا الحُـروفُ تـزاحَمَتْ فَوقَ الـشِفا
هِ اغــتـالَــهـا بَــيـنَ الــجـمُـوعِ أُفُـولُ

لـمَّـا الجَـوابُ مـعَ السـؤالِ تـعــانـقـا
مَن ســائِلٌ أو مَـن بِــنا الـمَـسـؤولُ؟

فـــمَددتُ كـــفِّـــي لا أرومُ وَداعَــه
أنـــَّـــــى أودِّعُ مَــن إلــيــهِ أؤولُ ؟!

:رُحماكَ مِن رَجْعِ الفِراقِ أخَا الـنَدى
و ارجعْ -فُديــتَ- أ مـا كفـاكَ رحيـلُ؟

: احجــزْ بـــطـاقـةَ عَـــودةٍ لـديــارِنا
عَـــلَّ الـــــجـــراحَ إذا نـَزلـتَ تـزولُ

: لا تَسألِ القَلبَ اصطبارًا و اسألِ الـ
عَـيـنَــيـنِ تَــسمَـعْ ما يَـرى و يَقـولُ

:شَــيِّــعْ إذا أزِفَ الـنوَى صَـبْـرًا للَـيـ
لِـــي كــي أراكَ، إذا غَفـا الـقـنديلُ

: ما لِي بغَـيـركَ عِزوةٌ، حَـظِّي بـغَـيـ
رِكَ يــا بــنَ أمِّــي فِـي الـحياةِ قَـليلُ

عــانَـقـتُــهُ و تَـــركـتُ قَــلبي عِـندَه
مــا احـتجتُ قـلـبًـا قَـد عَـفـاهُ دَخيلُ

و رجــعْـتُ بَـــعـدَ وَداعِــهِ، أقتادُ ظِلْـ
لَينا مَــعـي ؛ و بِــنـا الــوَداعُ يَـمـيـلُ

الصَـمتُ يـأكلُ ساعَـتي، و حَقيـبتي
تــقتـاتُــنـي لَــو هَــزَّهـا الـمـحمـولُ

قـلَّــبـتُ أرقـامَ الــجــراحِ بـهـاتـفـي
فـوجدتُ : "قـضـبـانُ الـحدودِ تـحولُ"