كان الشاعر في الطائرة مسافرا إلى تشيلي
و جلست في الكرسي بجواره فتاة اسبانية من اصل عربي فحكت له عن مجد اجدادها العرب ولم تكن تعلم ان الذي تحدثه هو شاعر عربي

من الأندلس
عمر أبو ريشة


وثبتْ تَستقربُ النجـم مجـالا
وتهادتْ تسحبُ الذيلَ اختيـالا

وحِيالـي غـادةٌ تلعـب فـي
شعرها المائـجِ غُنجًـا ودلالا

طلعـةٌ ريّـا وشـيءٌ باهـرٌ
أجمالٌ ؟ جَلَّ أن يسمى جمالا

فتبسمـتُ لـهـا فابتسـمـتْ
وأجالتْ فيَّ ألحاظًـا كُسالـى

وتجاذبنـا الأحاديـث فـمـا
انخفضت حِسًا ولا سَفَّتْ خيالا

كلُّ حرفٍ زلّ عـن مَرْشَفِهـا
نثر الطِّيـبَ يمينـاً وشمـالا

قلتُ يا حسناءُ مَن أنتِ ومِـن
أيّ دوحٍ أفرع الغصن وطالا ؟

فَرَنـت شامخـةً أحسبـهـا
فوق أنساب البرايـا تتعالـى

وأجابتْ : أنـا مـن أندلـسٍ
جنةِ الدنيـا سهـولاً وجبـالا

وجدودي ، ألمح الدهرُ علـى
ذكرهم يطوي جناحيه جـلالا

بوركتْ صحراؤهم كم زخرتْ
بالمروءات رِياحـاً ورمـالا

حملوا الشرقَ سنـاءً وسنـى
وتخطوا ملعب الغرب نِضـالا

فنمـا المجـدُ علـى آثارهـم
وتحدى ، بعد ما زالوا الزوالا

هؤلاء الصِّيد قومي فانتسـبْ
إن تجد أكرمَ من قومي رجالا

أطرق القلبُ ، وغامتْ أعيني
برؤاها ، وتجاهلـتُ السـؤالا