أستاذتي الكريمة

أذكر مما قرأت لمحمد قطب قوله ما معناه :" أن التوصل لحقيقة علمية يتطلب أمرين 1- حقائق علمية 2 - الربط بينها بطريفة علمية " ويضيف ما نعتاه أن أغلب ضلال الشيوعية يعود إلى الربط غير العلمي بين معطيات كثير منها علمي.

يقول تعالى :" قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق "

المسلمون هم الأولى بالبحث الذي قام به داروين. والباحث في الإسلام حر. ولو كان داروين مسلما لما وسعه إلا أن يدون ملاحظاته العلمية، ولكنه على الأغلب كان سيتأثر بدينه في طريقة الربط بين الحقائق. وكون العالم مسلما لا يستثنيه من أنه إنسان لن يبلغ الحقيقة العلمية عن طريق البحث دفعة واحدة أو أنه سيصيب الحقيقة كل مرة، والإسلام ضمن للباحث والعالم الحرية في هذه المساحة اللازمة التي تقتضيها حرية البحث. ومن شأن العالم المسلم إذا أوصله علمه إلى استنتاج يخالف إيمانه أن يكون أمينا فلا يزيف معطيات علمه بل يثبتها كما هي لديه ويقول هذه النتيجة التي توصلت إليها تخالف إيماني ولا شك أن ثمة خطأ فيها يعود إلى المعطيات أو طرق الربط. والاهتداء للصواب ينطلق من مراجعة الحقائق والربط فالخلل في أحدهما أو كليهما. ولا تمكن مراجعتهما إلا بإثباتهما.

الحقائق العلمية والربط بطريقة علمية ركنان لا بد منهما. وبطلان نظرية داروين جزئيا أو كليا لا يقلل من قدره كمفكر. بل لا يقلل من فضله في كشف من يليه عن بطلان نظريته، فتوفيره أساسا للبحث ركن في أي استنتاج أو حقيقة علمية تليه بمراجعة الحقائق التي أوردها أو طرق الربط التي اعتمدها.

إن هذه الومضات التي تتكرمين بها بين الحين والآخر تجعلني أستبشر بك عالمة في العروض الرقمي سيكون لها شأن أي شأن.

يرعاك الله.