تقدم نقل بعض ما قيل عن الرقمي هنا وهناك. وقد اطلعت اليوم في الوراق عل تعليق أوحى لي بتخصيص هذا الرابط لنقل ما يقال عن الرقمي إيجابا وسلبا. وربما أنسخ ما تناذر هنا وهنا في منتدانا مما قيل حوله وأضعه في هذا الرابط

وليت المشاركين الكرام ينقلون ما يجدونه في الشبكة حول الرقمي مع ذكر المصدر والرابط إن أمكن.

هذان تعليقان وردا في الوراق وللأسف لا يوجد رابط مستقل للمواضيع فأنشره.

التعليقان كانا حول موضوع التغيير الكبير وهو منشور في ( مسائل وحوارات عروضية ) في منتدانا هذا وإليكم نصه:

التغيير الكبير والعروض الرقمي

إن الآفاق الجديدة التي يتيحها الرقمي في تناوله للعروض تفرض أحيانا استعمال ألفاظ جديدة للتعبير عن منجزات الرقمي في هذه الآفاق.

وسأقدم هنا مثالا على ما أسميته التغيير الكبير الذي لم يطرح من قبل، والمقصود به تغير يشمل مقاطع متعددة عابرة للحدود الاصطلاحية للتفاعيل. وهو تغير مخرج من البحر لكنه غير مخرج من الشعر. وسأمزج هنا بين الأرقام والتفاعيل لأبين التيسير الذي تتيحه الأرقام في تناول هذا الأمر
وسأشرح توصلي إلى ذلك باستعراض تفكيري بصوت عال، فبداية تفكيري في هذا الموضوع كانت في المقارنة بين بحري الكامل والبسيط بدلالة التفاعيل
فالوزن التالي 4 3 1 3 4 3 2 2
من البسيط = 4 3 – 1 3 – 4 3 –2 2 = مستفعلن فعلن مستفعلن فعْلن
ويتم التعبير عن تمثيله لوزن الكامل بدلالة ما لتعابير البسيط على النحو التالي
4 3 – 1 3 – 3 11 – 2 2 = مستفعلن فعِلُن متفْعلُ – فعْلنْ
أو
4 3 – 1 3 3 – 11 22 = متْفاعلن متَفاعلن متَفاعلْ

لنقارن هذه الصورة من الكامل بنظيرتها من البسيط قبل مزاحفته

البسيط = 2 2 3 2 3 2 2 3 2 2
الكامل = 2 2 3 1 3 1 2 11 2 2
حل التغير في بعض مقاطع التركيب ( التركيب مجموعة مقاطع عابرة لحدود التفاعيل ) 2 3 2 2 3 = فاعلن مستفعلن ) إلى ( 1 3 3 1 1 = فعِلُن متفعلُ بتعبير البسيط أو متفاعلُن مُتَ بتعبير الكامل )

وهذا التغيير يخرج البيت من بحر البسيط إلى بحر الكامل. وبعبارة أخرى هو يخرج من البحر ولا يخرج من الشعر.

هل هذه حالة متفردة بين البسيط والكامل ؟ أم لها تطبيقات أخرى

قد يقول قائل هذا مستحيل لأن ( فاعلن مستفعلن ) موضع التغيير لا توجد في غير البسيط، وهذا متوقع ممن قامت حدود التفاعيل في ذهنه كحقيقة ثابتة تتخطى كونها حدودا اصطلاحية استنسابية فتحولت من وسيلة يتوصل بها إلى وصف للوزن يقربه في الذهن إلى حقائق ذات حدود حديدية تحول دون نظرة أشمل تتخطاها أو تخترقها ( وما أشبه الحدود بالحدود )

ولتخطي هذه العقبة في ذهن من لم يألف الخروج على حدود التفاعيل يمكننا صياغة تلك القاعدة بهذا التعبير الرقمي المكتوب بالحروف

حيث يرد التركيب التالي وفي أي بحر كان (أ= سبب / ب = وتد / جـ =سبب / د=سبب -/ هـ = وتد) فإن إجراء التغيير التالي عليه ليصبح ( أ = سبب مزاحَف /ب = وتد / جـ = سبب مزاحف / د = سبب / هـ - وتد حذف ساكنه ) ينقله من بحر لآخر ولا يخرجه من دائرة الشعر.
وغني عن القول هنا أن أغلب المقاطع الجديدة في الوزن الجديد تفقد مسمياتها السابقة بل وطبيعتها السابقة

لنرَ إن كان هذا يطّرد في غير البسيط

الطويل 3 2 3 4 3 2 3 4 واتباع التغير المذكور يعني تحول
2 3 4 3 إلى 1 3 3 1 1

فيصبح الوزن الجديد = فعولُ مفاعلُن فَعُلنْ مفاعيلن

3 1 3 3 1 1 2 3 4 = 3 1 3 3 1 3 3 4 = مفاعَلـَتن مفاعَلـَتن مفاعلـْتـُنْ
وهو الوافر التام

وهنا لا فرق رقميا بين التغيير الذي طرأ على البسيط فنقله إلى الكامل وبين التغيير الذي طرأ على الطويل فنقله إلى الوافر التام.
ولكن التعبير بدلالة التفاعيل يقتضي أن نعبر
عن الأول ( البسيط للكامل ) بالقول : تغيرت فاعلن مستفعلن إلى فعِلن متفعلُ )
وعن الثاني ( الطويل للوافر ) بالقول : تغيرت ( لن مفاعيلن فعو ) إلى ( لُ مفا علن فَعُ )

وهنا بعض التساؤلات
1- يقول الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه موسيقى الشعر ( ص0 190- 191) ما يفيد أن البحور التالية ( الطويل ثم الكامل والبسيط ثم الوافر والخفيف ) هي البحور القومية التي استحوذت على أغلب الشعر العربي لدرجة يمكننا اعتبارها البحور القومية .فهل في هذا الاطراد في التغيير ذاته الذي يتم به الانتقال من زوجي الطويل والبسيط من جهة إلى الوافر والكامل من جهة أخرى ما يومي إلى علاقة ما بينها تجعلها دون سواها أقرب للذوق العربي
2- هل يمكن أن نستنتج من ذلك أن دائرتي المختلف ( البسيط – الطويل – المديد ) والمؤتلف ( الكامل- الوافر ) من أصل واحد أو أن إحداهما تطورت من الأخرى
المديد = 2 3 2 2 3 2 3
1 3 3 1 1 2 3 = 1 3 3 1 3 3 = مجزوء الكامل
3 – هل ينطبق هذا على غير هذه الدائرة

الرمل = 2 3 2 2 3 2 2 3 بتطبيق القاعدة نحصل على
1 3 3 1 1 2 3 = 1 3 3 1 3 3 4 3 = الكامل
4- هل ثمة تغييرات كبيرة سوى هذا بين البحور ؟ ربما والأمر يحتاج إلى دراسة
5- هل ثمة تغيير أكبر يشمل عددا أكبر من المقاطع بين بعض البحور ؟ ربما والأمر يحتاج إلى دراسة
6- هل ترى قارئي الكريم أهمية الرقمي في التناول العروضي؟ آمل ذلك.
أنوه هنا بأنه يشترط بالسبب الأول 2 في 2 3 4 3 أن يكون أول الشطر أو بعد وتد أي لا يشمل الحالة ( 2 2 3 2 2 3 )
__________________



التعليق الأول من الأستاذ دياب موسى ونصه :

الأستاذ الكريم خشان خشان
تحية طيبة
شكرا لك لما تقوم به من بحوث وقدح ذهن في مجال العروض العربي،وهو المجال الذي يمتعني التكلم فيه ، قرأت ما كتبت في أعلاه بمحبة وتمعن وقد تجمعت لدي بعض الملاحظات حول ما ذكرته عن بحري الكامل والبسيط ومن ثم بحري المتقارب والطويل،وواقع الحال وكما لاحظت أن الذي أوصلك لهذه العلاقة بين البحور الذكورة في بحثكم هي التفعيلات الخليلية وليس النظام الرقمي المقترح ،وكما تعلمون أن الذي استخدم الأرقام أولا هو الدكتور والعالم العروضي محمد طارق الكاتب وهذا حصل في سبعينيات القرن الماضي وقد أحدث كتابه ضجة في حينه في العراق ،ولكني لا زلت متحفظا على استخدام الأرقام في العروض بالرغم من استخدامي لها في الفصلين الأولين من كتابي"العروض العربي في ضوء الرمز والنظام"،والسبب في ذالك أن الأرقام تقود إلى نتائج جميلة ولكنها خاطئة، وهو ما جعلني استخدم رموزا أخرى في إكمال كتابي وتوضيح آرائي .بعد أن أعطيت دليلا على سلبية المنظومة الرقمية وعدم تجاوبها في إيصالي إلى ما أريدفي حينه.
كذلك أحب أن أبين بوضوح أن العروض العربي نظام هندسي ونظام إيقاعي على السواء، وكتب العروض التي قرأتها كانت أما مهتمة بالجانب الهندسي فقط أو مهتمة بالجانب الإيقاعي فقط، وهذا الفصل بين الجانبين هو الذي يوقع الباحثون في بعض التوصلات غير الصائبة، إن الخليل بن أحمد في كتابه المفقود كان الوحيد الذي درس الجانبين وبالتالي فإن ما توصل إليه كان صعب المنال لمن جاءوا بعده.ولم يستطيعوا الإتيان بما هو أكثر مما جاء به كما هو معروف للجميع.
ولو عدنا لبحري البسيط و الكامل والذي حاولت أن توجد علاقة بينهما ،لوجدنا ما يلي:-
1- تفعبلة البسيط هي////مستفعلن فاعلن تتكرر مرتين
2-تفعيلة الكامل هي/// متفاعلن تتكرر ثلاثة مرات

وكلا البحرين ينتمي إلى دائرة مختلفة، وإذا كانت الأولى سباعية الأجزاء ،فإن الثانية خماسية الأجزاء، إن الشعر الموجود والمكتوب يقول ذلك، إن الإنتقالل بين هاتين الدائرتين لايمكن حصوله إلا من خلال دائرة أخرى تتوسط بينهما هي الدائرة السداسية الأجزاء، وهي دائرة غير موجودة في نظام الخليل، وقد وضعناها في كتابنا المذكور أعلاه،وتفعيلتها الرئيسة هي:-
1- مفاعيلن فع لن
2-فع لن مفعولات
3-فع لن مستفعلن
4-مفعولات فع لن
5-مستفعلن فع لن
6-فاعلاتن فع لن

وهي تشتمل على ستة بحور غير معروفة ، حيث نقرأ على الإحتمال(5) أعلاه ما يسميه الشيخ جلال الحنفي بالرجز الرابع والعشرين مايلي:-

البر لا يبلى والإثم لا ينسى
مستفعلن فع لن مستفعلن فع لن
وكذلك نقرأ ما يسميه الحنفي أيضا بالخفيف الثاني عشر على الصيغة(6) وكما يلي:-

ليس من قد أمسى مثل من قد أضحى
فاعلاتن فع لن فاعلاتن فع لن

وهذا يعني ببساطة إن البحور لها شخصيتها المستقلة وإن إضافة جزء لها سينقلها إلى دائرة أخرى أعلى منها ونقص جزء منها سينقلها إلى دائرة ثانية أقل منها في عدد الأجزاء، والمقصود بالجزء هو السبب الخفيف ليس إلا،وهذا ما لا يستطيع النظام الرقمي إيضاحه إذ يعطي وحسب ما لاحظت أعلاه عددا للحرف المتحرك وعدد آخر للحرف الساكن وهذا مايسبب الإرباك لدى الباحث ويلغي الحدود مابين البحور ولا يجعلنا نعرف إلى أي دائرة ينتمي البحر،حيث يعطي الرقم (3) للوتد المجموع ويعطي العدد(2) للسبب الخفيف وهذا غير مصيب بالمرة فالوتد يتكون من سببين ولا يمكن إعطائه العدد (3) كما أن السبب الخفيف لا يمكن إعطائه الرمز (2) لأنه سبب واحد ولو قيل لنا إن هذه الأعداد أعطيت على أساس عدد المتحركات والسواكن في كل من الوتد المجموع والسبب الخفيف فسنكون قد
أوقعنا أنفسنا في خطأ جسيم يقود إلى نتائج قد تكون باهرة ولكننا عندما نحاكمها إيقاعيا سنكتشف خطأ توصلاتنا.وهذا يعني أن النظام الرقمي المقترح سوف لن يساعدنا في الحصول على مانتمناه، وثانيا أن النظام الرقمي أيضا سوف لن يساعدنا في فهم عملية الإنتقال بين الدوائر لأنه بكل بساطة يلغي الحدود مابين الدوائر،كما علينا أن نفهم الزحافات الخليلية وجوازاتها إذ لا يمكن للوتد أن يفقد سواكنه وإلا لن يضحى وتدا ولكن قد يختفي ساكن السبب الخفيف ولكن هذا لا يحدث اعتباطا ولكن لمتطلبات بنيوية يتطلبها الإيقاع بوصفه ظاهرة صوتية طبيعية،وهي من علائم عبقرية لغتنا العربية الفذة.
أخيرا أتمنى أن يكون ما قد كتبته قد أجاب على أسئلة الأستاذ خشان بموضوعية وبمحبة والله من وراء القصد.
___________________

والتعليق الآخر من الأستاذ صبري أبو حسين ونصه :

من قراءتي لهذه التعليقات حول تعليم العروض الرقمي، أحس بنكران لجهود الأعلام في هذا المجال، ومحاولة الانتفاخ الفخري على الآخرين!!! وآسف على هذه الحدة!
أين جهد إبراهيم أنيس في ذلك!
أين جهد الدكتور أحمد مستجير في ذلك؟