أستاذنا الكريم
لا يمكن إهمال الشواذ عن القواعد العامة، لأنها كثيراً ما تعدل من كشف السبب الحقيقي للقواعد المألوفة، حتى رسخت القاعدة التي تقول لكل قاعدة شواذ.
وعندنا في الظواهر الحيوية الطبية شواهد كثيرة على ذلك. كيف ؟
القاعدة العامة في تحديد الجنس هو وجود الجهاز الذكري عند الذكر والجهاز الأنثوي عند الأنثى. ومن الشاذ أن يكون للشخص الواحد جهازان مشتركان فيسمى الخنثى . وبجمع حالات الخنثى (الحالات الشاذة) تبين أن لها أنواع وأصناف وأصبحت لها قواعد تخصها فمنها خنوثة حقيقية ومنها خنوثة كاذبة حسب الصبغيات التي يحملها الشخص. ثم تبين أن هناك أشخاص يحملون الصبغيات الأنثوية وهم ذكور ظاهراً وتطبيقياً ورزقوا أولاداً ، وهي حالات شاذة ولكنها موجودة ولما جمعت ودرست تبين أن لديهم جين ذكري محمول على الصبغي الأنثوي...
وبهذه الدراسات أصبح المعول على تحديد الجنس هو الجين الجنسي الموروث من الأبوين ،والغالب أن يحمل الصبغي الذكري (واي y) الجين الذكري وأن يحمل الصبغي (إكس x) الجين الأنثوي. ولا يمنع وجود الجين الذكري محمولاً على صبغي أنثوي .. هذه هي الحقيقة.
فالشواذ تدخل ضمن القاعدة الأشمل من القاعدة المبنية على الظواهر وهي القاعدة الجينية الوراثية.
ما أريد قوله يجب عدم إهمال الشواذ لأنها تندرج ضمن القاعدة العامة التي لم تكشف بعد.
وما أكثر الشواذ في الحيويا التي قادت لتغيير مفاهيم كثيرة وغيرت القواعد الأساسية على الأقل في تفسير الظواهر.