السلام عليكم

بين يدي اليوم كتيب صغير بعنوان " الأدب الإسلامي وصلته بالحياة " لمؤلّفه محمد الرابع الحسني الندوي , وقد صدرت الطبعة الأولى منه في عام 1405 هـ / 1985 م عن مؤسسة الرسالة في بيروت .

والكتاب أو البحث كما وصفه مؤلفه هو بحث أُعدّ للمشاركة في الندوة العالمية الأولى للأدب الإسلامي المنعقدة في دار العلوم ندوة العلماء في عام 1401هـ . وقد شرح المؤلف من خلاله صلة الإسلام بالأدب وصله الأدب الإسلامي بالحياة .

وقد كتب الأستاذ أبو الحسن علي الحسني الندوي مقدمة لهذا الكتيب جاء فيها : " بقي الأدب في فترات طويلة من التاريخ في كثير من الأمم تحت رحمة الأدباء والكتاب والباحثين والمؤرخين الذين اعتادوا أن لا ينظروا إليه إلا من زاوية الصناعة والفن ولا يعتبروه في غالب الأحوال إلا أداة تسلية أو آلة طرب أو طريقة إظهار براعة أو وسيلة تحقيق مآرب أشبه شيء بفن من فنون الوشي والتطريز أو التحلية والتطرية , أو مظهراً من مظاهر الفروسية بأوسع معانيها الكلامية أو السياسية البلاغية ...............
ويتصور كثير من دارسي الأدب حتى أصحاب الإختصاص والبحوث فيه أن أدب هذه الأمة قد استنفذت قوته وأثيرت دفائنه وقد أصبح من قبيل إضاعة الوقت العودة إليه مرة أخرى والبحث فيه عن شيء جديد مع أن ما استخرج منه وعرض في مجاميعه الأدبية إنما هو غرف من بحر ."

وقد قام المؤلف بدراسة موجزة لصلة الأدب بالإسلام , وبيّن ميزة الأدب الإسلامي بين الآداب العالمية وسعته وعرض نماذج من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وتحدث عن خصائص الأدب النبوي الكريم , ثم تعرض لأدب الصحابة رضي الله عنهم , ثم تحدث عن خصائص الشعر وميزاته بين العهدين الجاهلي والإسلامي .

وما يهمني حقيقة من هذا العرض هو طرح فكرة أساسية وهي: هل هناك أدب إسلامي وأدب غير إسلامي ؟
الكاتب يقول : " موضع الإختلاف بين الأدب الإسلامي وغيره من أجناس الأدب هو في رعاية مصلحة الحياة الإنسانية وعدم رعايتها , حيث إن الأدب الإسلامي يرى مجالات العمل في الكون والحياة ويميز بين اللائق بإنسانية الإنسان وغير اللائق بها , فهو أدب ملتزم في هذا المعنى لكنه ملتزم بالمفيد الصالح لا بالجمود والتقليد , أما الأدب غير الإسلامي فهو لا يبالي بمجالات العمل في الكون والحياة , يدخل في كل مكان مثل البهيمة الهاملة ترعى فيما تشاء ولا تفرق بين الصافي والعفن والطيب والخبيث "

إذاً فالكاتب يميز بين ما يسميه أدباً إسلامياً والآخر غير الإسلامي , وهذا الرأي يوافقه عليه كثيرون كما أن هناك فئة أخرى من الباحثين لا توافقه على هذا التقسيم, وبودي لو شارك أعضاء المنتدى الكرام بعرض آرائهم حول هذا الموضوع , ولي عودة أخرى بإذن الله .