يبقى هرم الأوزان تطبيقا رائعا لمنظومة الخليل يوضح عظمة هذا الفكر ومن أجمل ما وصل إليه الأستاذ خشان خشان .
لكن مازالت المشكلة قائمة في ذهني ،والسؤال الدائر فيه كيف يمكنني أن أوازي بين بيتين أحدهما كتب بزحاف غير مستساغ وعند بحث انتمائه إلى الدائرة العروضية بتأصيله أراه منتمٍ ،وبين آخر لم يستخدم زحافا مستثقلا أو أبقى التفعيلات كما هي
لابد من وجود قاعدة أخرى سوى هرم الأوزان للحكم على الوزن كما هو دون تأصيل
فمثلا حدث معي إشكال :
في قصيدة للأستاذ عبد المجيد حاج مواس كتبها على البحر البسيط لم يرقني شطر استخدم فيها زحافا وهو جواز الطي حذف الرابع الساكن لتكون مستفعلن ~ مسْتعِلن 2 4 ،طبعا هناك من نظم على هذا الزحاف لكن لو تأملنا الوزن لوجدنا سبب عدم استساغته من قبل منظومة الذائقة
أخيلةُ الدارِ لا تنفكُّ زائرةً ..ليت الجوارح في يوم لها تصل
أخيلة الدار لا تنفكّ زائرةً = أخ ي لتد دا رلا تن فك كزا ئ رتن = 2 1 3 2 3 2 2 3 1 3
بتعبير آخر بفك 3 إلى 1 2
وزنها 2 1 1 2 2 3 2 2 3 1 3
في أوله 2 (2) 2 2 مجزوء الخبب وربما هو سبب عدم الاستساغة لأنه لم يبدأ من البسيط
وفي آخره 3 2 2 3 1 3 مجزوء الوافر

وفي قصيدة للشاعر المعتضد بن عباد من العهد المملوكي
أين عليَّ الضني للسهد والكمد
أدعوك يا مضني الأجسام بالسهد
الشطر الأول أيضا نفس الزحاف مستعلن 2 4
وما رأيته لم يجمع تحويل مستفعلن إلى مفتعلن مع فاعلن إلى فعْلن 2 2 ولو تم ذلك لرأينا عدد المتحركات لا يجوز تتاليها أكثر من خمسة 4 1 3 = 4 1 1 2
وإذا لم تحول فاعلن لعدنا إلى بداية خببية وفي الحالتين اللبس موجود ،فلمَ نقبل بزحاف قد يخل بوزن البحر