النتائج 1 إلى 22 من 22

الموضوع: مشروع تخرج الزهراء صعيدي

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #22
    تاريخ التسجيل
    Apr 2021
    المشاركات
    170
    الرقمي بين التجريد والشعور

    التساؤل أداة البحث ، والشغف أصل التعلم ..
    لكنّ طرح سؤال لمجرد تكذيب الفكرة خاطئ ،فكم من سائل ماذا يقدم العروض الرقمي؟ يقصد بها التقليل من شأنه بقوله ما الجديد الذي قدمه؟..
    الشعر سنّةُ اللغة العربية،ومستودع أسرارها...وقد يقول قائل الشعر قبل اختراع الخليل للعروض لم يكن يعتمد على قواعد بل على السليقة؛هو لم يفهم أساس فكر الخليل،ولم يعلم عن الشعر إلا إيقاعه..
    الشعر قبل عروض الخليل كان متأصلا في لسان العرب ،ورغم ذلك لم يكن كلّ من هدهد شعرا أو قال حِكَمًا بشاعر ،بل كان ذوقهم رفيعا جدا حتى أقاموا سوق عكاظ،_ ورحم الله النابغة_،وأما مقياس الشاعرية فكان عاليا جدا،وأما كيف كانوا ينظمون فهو أصل اللغة وإيقاعات كلماتها،ومع انحسار اللسان الناطق بالفصحى شيئا فشيئا كان نظم الشعر حكرا على فئة قليلة من الأدباء ،وليس كل من نظم بشاعر أيضا..
    وأعود إلى علم العروض وهو الفكرة العبقرية التي تكونت في ذهن الخليل وترجمت الذائقة الشعرية (السليقة )إلى أساليب عملية يعتمدها من يأتي في العصور التالية، وما العروض الذي كنا نعرفه إلا المرحلة الثالثة من العلم ،ومن اكتفى بها فقد أهمل المبدأ والمنهج ..
    العروض الرقمي يتكامل مع العروض التفعيلي ،لكنه يعتمد مبدأ الشمولية واللاحدود بين التفاعيل ، ويفسر الدوائر العروضية للبحور بأسلوب علمي منطقي ينسجم والذائقة العربية بعدم الفصل بين الأوزان،إلا أنه اعتمد الأرقام لسهولة التعبير عن التفاعيل وليتضح للمراقب شمولية العروض والروابط المشتركة بين المقاطع في الإيقاع.

    مزايا الرقمي وأساسياته:
    من بذرة إلى شجرة،ومن قطرة إلى بحر، وقطرة الوزن هنا أصغر مقطع صوتي مكوّن من حرفين كنا نرمز له في التفعيلي // أو /ظ¥ حركتين أو حركة سكون ،ويسمى السبب ،ونرمز له في الرقمي 2 للسبب الخفيف /ه ،أو (2)للسبب الثقيل المكوّن من حركتين _ولمن أراد الاطلاع على أصل اللغة فعليه بالدورة التاسعة من العروض رقميا_..
    السبب خفيفا كان أو ثقيلا هو ما يشكل الخبب والخبب إيقاع مستقل ليس بحرا شعريا في الدوائر العروضية لخلوه من الأوتاد التي هي أساس في تركيب البحور.

    دخل حرف متحرك ثالث إلى السبب الخفيف ليكوّن مقطعا مكونا من حركتين سكون //ه ،وهو ما يسمى بالوتد و ،ورمزه في الرقمي 3
    والفارق بين الرقمي والتفاعيل سيظهر للملاحظ.

    أصل البحور من توالي أسباب وأوتاد بنظام معيّن يشكّل أساس الإيقاع البحري، تبدأ الدوائر العروضية متّحدة المركز من المتقارب والمتدارك المكوّن من توالي2 3 في المتدارك أو 3 2 في المتقارب وتسمى دائرة المشتبه أ ،والدائرة الثالثة المجتلب ج المكوّنة من الرجز والرمل والهزج وهذه البحور فيها توالي سببين ووتد ..من تمازج الدائرتين الأولى والثالثة تنتج الدائرة الثانية دائرة المختلف ب البسيط والطويل والمديد ..
    نبين ذلك عمليا وهنا سأعوض بالتفاعيل إلى جانب الرقمي للدلالة على تكامل المصطلحين:
    المتقارب
    فعولن فعولن فعولن فعولن
    وكل فعو=//ظ¥ =3 وكل لن=2=//ه 3 2 3 2 3 2 3 2
    الهزج مفاعيلن مفاعيلن //ه/ه/ه //ه/ه/ه=3 2 2 3 2 2
    من المتقارب والهزج
    ينتج الطويل فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن =3 2 3 2 2 3 2 3 22

    البسيط من الرجز والمتدارك
    المتدارك 2 3 فاعلن /ه//ه
    الرجز وتفعيلته مستفعلن /ه/ه//ه
    البسيط مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن=2 2 3 2 3 2 2 3 2 3
    لاحظ الإضافة التي تأتت من الرقمي عدم الفصل بين المقاطع ولا حدود بين التفاعيل على اعتبار البيت الشعري كلٌّ واحد لا يتجزأ وينساب عفويا إلى القافية ،وهنا ننفي عنه صفة التجريد ..
    وإلى بحور الدائرة الرابعة دائرة المشتبه د التي تتكون من المنسرح والخفيف والمضارع والمجتث بحور تجمع بينها صفة خببية فهي تحوي أكبر جرعة خببية في مفعولاتُ /ه/ه/ه/ =2 2 2 1 وهو ما لا تطيقه باقي البحور وللتخفيف من هذه الجرعة تتحول مفعولا إلى مَفْعلا
    ولا مجال للتفصيل هنا،غير القول بأن بحور هذه الدائرة تنتج عن الدائرة التي قبلها بتبديل مواقع الأسباب والأوتاد
    فمثلا بحر الخفيف ينتج عن الرمل بإضافة سبب خفيف في الحشو
    الرمل فاعلاتن فاعلاتن فاعلن =2 3 2 2 3 2 2 3
    الخفيف بدلالة الرمل
    فاعلاتن فا تن علا فاعلاتن 2 3 2 2 2 3 2 3 2
    وأعلى جرعة خببية فيه/ تن فا تن /2 2 2

    والدائرة الخامسة للوافر والكامل دائرة المؤتلف ه‍
    يتكون هذان البحران من الفاصلة 2 2والوتد 3 فالوافر يبدأ بالوتد وينتهي بالفاصلة ،والكامل يبدأ بالفاصلة سببين وينتهي بالوتد أو السبب في العجز ..ومن رحم بحر ينتج بحر آخر بإزالة سبب أو إضافة آخر ،وكم من مثال يحمل الفكرة الشمولية،ولا يخلو من الرياضة العروضية التي تمتع دارس العروض .

    ما أهمية الدائرة العروضية :
    إن الدائرة العروضية تعبير هندسي تطبيقي لمفهوم الشمولية،ينسجم مع الحركة الكونية.وفي إبداعات الأستاذ عالم العروض الرقمي أمثلة كثيرة على انسجام الطبيعة مع الإيقاع بما ترسمه لغة البحور على ساعة البحور أي الدائزة العروضية..
    حتى أن أي بحر جديد يقال عنه لا ينتمي إلى الذوق ترفضه الدائرة العروضية إذا لم ينسجم مع الحركة الدائرية فتكون برهانا عمليا منطقيا للذائقة ..

    الرقمي قراءة المشاعر بالأرقام

    ومما أنتجه فكر الأستاذ خشان مؤشر م/ع حيث م ترمز إلى عدد المقاطع المنتهية بساكن،وع يرمز إلى المقاطع المنتهية بحرف مد،وقسمة الرقمين تخبرنا عن ارتفاع المؤشر أو انخفاضه.
    وهذا المقياس يهدف إلى قياس السرعة والانفعال والحماس والحزن والألم..فإن كانت الحالة الشعورية للشاعر تضج بالأحزان استخدم مقاطع تحمل الشجو والأنين فجاءت تراكيبه بأحرف مد أكثر من الحروف الأخرى فينخفض المؤشر،وإن انتابته الحماسة والفخر أقلَّ من حروف المد فيرتفع المؤشر .
    هو قراءة المشاعر بأسلوب رياضي بسيط بالمقارنة بين شطرين أو بيتين،وفي بحثي السابق حاولت المقارنة بين نصين،ومازال الأفق مفتوحا للمزيد من البحث.

    عيوب الرقمي:
    مازالت الانتقادات تلاحق كل جديد،ولو استطاعوا إيقاف عجلة التطور الفكري لما قصّروا،فالعلم أيا كان مترابط مع العلوم الأخرى بعلاقات تشاركية تجعل روابطه قوية ،فمن فهم المبدأ والمنهج طبق ذلك على كل نواحي الحياة.
    ما يعاب ليس العلم وليس البحث ،فالعلم فكر لا حدود لخياله،والبحث لغة لا مجال لحصره،لكن ما يعاب نحن إن أهملنا البحث والتفكير،وآمنّا بأي فكرة بلا تجريب.
    أي بحث فيه من الخطأ كما فيه من الصواب،ومهمة الباحث والمتابع إبداء رأيه على أسس علمية لا على أساس التعنت والرجعية.
    التعديل الأخير تم بواسطة الزهراء صعيدي ; 06-05-2021 الساعة 11:55 AM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط