بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 13 )
تكررت هذه الآية الكريمة 31 مرة من أصل عدد آيات سورة الرحمن 78 آية في العد الكوفي والشامي، و77 آية في العد المكي والمدني، و 76 آية في العد البصري,وسبب اختلاف العد موضعان هما بداية السورة (الرَّحْمَنُ 1 عَلَّمَ الْقُرْآنَ 2 ) إذ يعدهما الكوفي والشامي آيتان بينما يعدهما الباقون آية واحدة، ويعد الجمهور (هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ 43 يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ 44 ) آيتان بينما يعدهما البصري آية واحدة.
والمواضع التي وردت فيها الآية الكريمة بعد آيتين أربعة مواضع مع ملاحظة العد البصري:
(خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ 14 وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ 15 فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 16 )
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ 19 بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ 20 فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 21 )
(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ 26 وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ 27 فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 28 )
(هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ 43 يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ 44 فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ 45 )
وما سوى ذلك تتكرر هذه الآية المباركة عقب كل آية من السورة الكريمة من بعد الآية12 في العد الكوفي.
التكرار من أهم عناصر الإيقاع الصوتي والفكري ، وياتي الإيقاع الفكري في هذه الآية الكريمة بالتذكير بنعم الله تعالى في الوجود والايات الكونية في الدنيا والاخرة عقب ذكر كل نعمة كبرى خاصة نعم الحياة الآخرة.
الإعراب:
فبأيِّ : أعربت الفاء استئنافية و تعليلية ، كما أعربت عاطفة فصيحة على مضمر محذوف ( هذه نعمنا تريانها فبأيها تكذبان) ، وأعربت واقعة بجواب شرط مقدر ( إن كانت هذه نعمنا فبأيها تكذان).
والباء حرف جر و(أي) اسم استفهام مجرور والجار والمجرور متعلقان بفعل تكذبان . ( وقد تكون الباء مزيدة للتوكيد وعندئذ لا تحتاج للتعليق).
آلاء : مضاف إليه مجرور بالكسرة
ربكما : ربِّ مضاف إليه مجرور بالكسرة والضمير (كما) في محل مضاف إليه مجرور بالكسرة.
تكذبان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة وألف التثنية في محل رفع فاعل مرفوع.
قال تعالى : (خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ 14 وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ 15الرحمن)
خَلَقَ : فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة. والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على الرحمن.
الْإِنسَانَ : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
مِن صَلْصَالٍ : جار ومجرور متعلقان بالفعل خلق
كَالْفَخَّارِ :جار ومجرور متعلقان بمفعول مطلق من خلق ( خلقاً كالفخار) أو متعلقان بصفة للصلصال، أو تعرب الكاف للتشبيه بمعنى مثل في محل جر صفة للصلصال وهو مضاف و(الفخار) مضاف إليه مجرور بالكسرة,
وَخَلَقَ : الواو عاطفة، خلق فعل ماض مبني على الفتح معطوف على خلق الأولى.
الْجَانَّ : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
مِن مَّارِجٍ : جار وجرور متعلقان بالفعل خلق.
مِّن نَّارٍ : جار ومجرور متعلقان بصفة مارج, ( مارج منبعث من نار)
التعديل الأخير تم بواسطة {{د. ضياء الدين الجماس}} ; 12-04-2016 الساعة 03:42 AM
واتقوا الله ويعلمكم الله
والله بكل شيء عليم
المفضلات