( ص- 66 )
" ... أي أن المحدثين لم يعتبروا الحركة صفة للحرف بل جعلوها صوتا مستقلا، بينما جعل الخليل – كغيره من اللغويين والنحاة الحركة صفة ملازمة للحرف، ولم يميز في الحرف بين الصامت والصائت. ولعل هذا ما دفع بالدكتور تمام حسان إلى أن يقول: ( إن علم اللغة الحديث لا يجعل أيا من الصحيح ( الصامت ) والحركة ( الصائت ) ملك يمين للآخر، وبما أنهما وحدتان مستقلتان متتابعتان، لا ترد إحداهما وصفا للأخرى.......ورغم أن الخليل كغيره من القدماء جعل الصائت صفة للصامت فسمى الصامت حين يتبعه الصائت متحركا إلا أنه كان يدرك طبيعة كل منهما، والفروق الدقيقة بينهما"

المقصود بالصامت الحرف الصحيح ويرمزون له بالأجنبية C وبالعربية ص
أما الصائت فهو الحركة كالفتحة ( صائت قصير ) ورمزه v وبالعربية ع أو ح وصائت طويل ورمزه v v أو V ويشمل حروف المد ورمزه وبالعربية ع ع أو ح ح

والوحدة العضوية بين الحرف وحركته في العروض العربي كالوحدة العضوية بين الوردة ورائحتها.

جهل جل إن لم يكن كل العروضيين العرب بمنهج الخليل أوقعهم في هزيمة نفسية في موقفهم تجاه اللسانيات المعاصرة التي لا تُنكَر أهميتها في التعبير عن الأصوات البشرية. ولكن ذلك شيء والتقعيد لعلم العروض العربي بدلالة ركنيه السبب والوتد شيء آخر.

وبرئت من ذلك عالمة أدركت جانبا من منهج الخليل وهي جوان مالنج.

دراسة ميكانيكية الحركة تتناول الأعضاء والقوى ولا يلغي ذلك تحليل الدم ولكنه لا علاقة مباشرة له بقواعد الحركة.

وفي الفقرة القادمة مزيد حول ذلك إن شاء الله.