جاء في كتاب "معجز أحمد" للمعري ( وهو شرح ديوان المتنبي)، تكملة لما نقله الأستاذ خالد، قوله: "عذره من وجهين: أحدهما: أن هذا وإن كان هو الأكثر، فقد جاء في مثل هذا عن العرب، ألا ترى أن الكامل لا يكون عروضه مفعولن إلا في المصرع، وقد جاء عن العرب مفعولن في الكامل من ذلك قول ربيع بن زياد.
ومجنبات ما يذقن عدوفا ... يقذفن بالمهرات والأمهار
والثاني: أن مفاعيلن، أصل العروض الطويل، فيكون قد رجع هاهنا إلى الأصل لضرورة الشعر، لأنه إذا جاز الخروج عن أصل الكلمة للضرورة، فالرجوع إلى الأصل أولى". ا هـ
فأنت ترى أن المعري استخدم كلمة (عدوف)، وهناك كلمة أخرى مستخدمة أيضا عند بعض القبائل هي: (عذوفة)، بالتاء المربوطة وبالذال لا الدال، يمكن أن يعتذر للشاعر بها. جاء في لسان العرب لابن منظور قوله: "قال أبو حسان : سمعت أبا عمرو الشيباني يقول ما ذقت عدوفا ولا عدوفة ، قال : وكنت عند يزيد بن مزيد الشيباني فأنشدته بيت قيس بن زهير :
ومجنبات ما يذقن عدوفة يقذفن بالمهرات والأمهار
بالدال ، فقال لي يزيد : صحفت أبا عمرو ، إنما هي عذوفة بالذال ، قال : فقلت له لم أصحف أنا ولا أنت ، تقول ربيعة هذا الحرف بالذال ، وسائر العرب بالدال ، وهذا البيت في التهذيب منسوب إلى قيس بن زهير كما أوردته ، وقد استشهد به ابن بري في أماليه ونسبه إلى الربيع بن زياد ، والعدف : نول قليل من إصابة ، والعدف : اليسير من العلف ، وباتت الدابة على غير عدوف ، أي : على غير علف ، هذه لغة مضر".
أما المتنبي، فلم يقل عن نفسه أنه أكبر من العروض،لأن هذا قول أبي العتاهية، قال ليدلل على أنه كان كبيرا في السن عندما وضع الخليل عروضه، ولعله لو استخدم كلمة أقدم لكان أفضل حتى لا يظن الناس أنه أكبر شأنا من علم الخليل.