اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة


الوتد ( مجموعا أو مفروقا ) عماد العروض العربي وما يميزه عن سائر الأعاريض العالمية.


المستشرقون قالوا " العروض العربي علم "
لقد أدى التوجه العلمي عند الغربيين إلى التسليم بمضمون شمولية المنهج العلمي، وامتد هذا
التوجه الحميد لدى المستشرقين وتلاميذهم العرب إلى صلب (علم العروض) لإيجاد قواعد جامعة
مفسرة لظواهر العروض المختلفة بما ظنوه (علم العروض) الوحيد المتيسر، في ظل تسليم مسبق
به، لظن أغلبهم أن عروض الخليل يقتصر على التوصيف الظاهري لأوزان الشعر دون وجود شمولية
واطراد جامعين فيه يخرجان به من حيز التوصيف التجزيئي التجسيدي الأشبه بعلم الجرائد، إلى
مجال العلم الشامل ذي القواعد الجامعة المطردة. فحمل ذلك كثيرين منهم إلى تبني آراء الغربيين
في (علم العروض) العربي والنظر بعيون أولئك الغربيين والسمع بآذانهم. ذلك بأن هؤلاء العرب ما
عرفوا ( علما للعروض ) سوى هذا العلم الغربي، فلم يكن ما عرفوه في تراثهم عندهم إلا (العروض)
وهم إنما يبحثون عن تفسير علمي جامع لمتفرقات هذا العروض.

ليس ثمة من انتقاص لجهود الغربيين أو مناهجهم العلمية، فلا ينكر ذلك إلا مكابر. ولكن ذلك شيء
والقول بصحة ما توصلوا إليه شيء آخر. فقد ضلّوا الطريق رغم شرف المقصد لاستعمالهم أدوات
لغاتهم في مجال العروض العربي وهي لا تجانسه. ولا يلامون في ذلك عندما لا يعي العرب منهج الخليل.

ليتهم يدرسون الرقمي للفكر قبل الشعر.



.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي