بسم الله الرحمن الرحيم

قد يغفل الكثير من المهتمين بالشعر النبطي أو الشعبي عن الكثير من البحور الشعرية
المنتشرة في جنوب الجزيرة العربية " تهامة " وهي بحور مختلفة وقديمة ومنها على
سبيل المثال لاسبيل الحصر ماقاله الشاعر شهاب الدين احمد الحكمي المتوفي في 749هـ

لي في ربا حاجر غزيّل أغيد = ساجي الرنا
نهده على قده يقدّني قد = إذا انثنى
يامسلمين شاموت انا واخمد = من الضنى

والقصيده كامله ملحنه ومغناه بصوت محمد عبده ولحن فلكلوري

وماقاله ايضا الشاعر ابو بكر الموزعي المتوفي في 831هـ

ياغصن مايس ياقمر مصور = في حندس الفينان
جل الذي انشاك كذا وصور = يافاتني سبحان

وهذا النوع من الشعر يعتمد على تفعيله قصيره يرتكز عليها الشاعر في الشطر الثاني
ويعرف في اليمن بالحميني وفي تهامة في السعودية بالقاف ويشبه كثيرا فن الموشحات

وتتميز لهجات بعض قبائل تهامة بقرب والتصاق بالفصحى إذ انه من النادر أن يستخدم الشاعر
الهمزه كقافية للشعر النبطي إلا اننا نجدها في تلك النصوص

ومثال ذلك قول الشاعر ناصر محمد آل قحل المسرحي ، وهو من شعراء (المسارحة) 1267هـ:

طلبت الله من رفع السماء = ومن سطح الأراضي فوق ماء
تبارك ربي خالق ما يشاء = تعـالى اللـه رزاق العـبادي
سألت اللـه يغفر لي ذنوبي = ويستر ما بدى لي من عيوبي
طلبتك يا عليمًـا بالغيـوبي = تكن بي راحـمًا يوم التنـادي
إلـهي نجنا من كل هم =ومن سـوء ومكـروه وغـم
كما نجيت (يونس) في الظلم = ببطـن الحوت ملهوفًا ينـادي
فإنـي تـائب مما تـقدم = تقبـل توبتـي - ربي - كـآدم
فمن بعد الخطيئة كم تندم =أضـله إبليس غيـر لـه وكادى

وبالرغم ان الشاعر قد عاش في فترة قديمة جدا إلا انه استخدم المحسنات البديعية كما في قوله

مرادي جنة الفردوس مسكن = مع المختار أمسك أيده مسـكًا
وأسقي من رحيق ختام مسكا = نعيـمًا كـل يوم في إزديــادي

وهذا جناس تام اتفقتْ فيه الألفاظ بالنطق واختلفتْ في المعنى:
مسكن، مسكًا، مسكًا (فالأولى: يريد بها مسكن في الجنة، والثانية: مسك يد المصطفى - صلى الله عليه وسلم، والثالثة: أن يسقى من كأس ختامها مسكًا يريد بها المسك).


وهناك نوع من الشعر النبطي يعرف بالدِّلْع (بكسر الدال المشدده وسكون اللام): شعر مثلث في غالبه، وله رقصة جماعيَّة تحمل اسمه، وغالبًا يقال في المناسبات والترحاب الخروج للحرب أو العودة من غزوة.
ومن ذلك قول شاعر (المسارحة) عبده خديش عطيف المسرحي في إحدى مناسبات الزواج:

مني سلام الله عليك يا عالي النَّسَب = جيناك فانظر للرجال من صابية خلب
كالحايق المطيف

ومنه ايضا قول الشاعر عيسى البوحي المسرحي في عام 1273هـ

(شعري)نسيم الغار ختم شمعته = وقت الجنا يجي وشمعة يانعي
نحله رعي (طحنان)
ثم الصلاة على النبي محمد ختمته = اللي لنا يوم القيامة يشفعي
ما توشّل المطران