أستاذي الكريم

كلما فهمت نهجك أكثر وجدتنا نسير نفس الدروب. ونتشارك معالجة ذات العقبات. ولكن بأسلوبين مختلفين.
وإذ ذاك أشعر برغبة كبيرة في نقل ما توصلت له من حلول إلى أدوات نهجك.

كنت أتمنى الوصول لذلك سريعا، ولكني أرى أن الخطوات ستكون تدريجية، ولعل هذا أفضل، فربما بدأت بقصد أن أنقل إليك فأنتهي ناقلا عنك مستفيدا منك.

عندما نختبر نظاما أو تصميما فإننا نبحث عن ثغراته لا عن الصواب فيه. وكم كنت محظوظا ببحث أخي شاكر عن ثغرات الرقمي وما كان له أن يساعد في تلافيها لولا بدئه بالبحث عنها. وهذا ما سأتبعه مع نهجك الذي أسعدني ولعل الأصوب أن أقول أثملني.

لنتفق أنه إن تناقض النهج مع الواقع فعلينا تطوير النهج. وهنا فإنني أشرح لك أنني مقتنع – وقد أكون مخطئا- أنه إن وجد قصور في نظام الإيقاع الذي يكشفه منهجك فالعيب ليس في المنهج بل في الوزن الذي اعتمدته مادة لتطبيق منهجك. وأن هذا القصور يتلافى بقدر ما نعود لعروض الخليل كما عبرت عنه رقميا. حيث تناولته بطريقة شمولية أراها تمثل تفكير الخليل بعيدا عما عبرتَ عنه – وأنت محق – بتفاصيل البحور (حيث نجد لكل وزن قاعدة مختلفة).

لنبدأ من هنا
1- قد أتاك يعتذرٌ

1ه 11ه 11ه 111ه


المقاطع : 2--3--(22 , 3 )-----(22 , 32 )

- 2----3----(22)----(22)...............مستبعد لعدم وجود أي نظام

ب - 2----3----(22)----(32)...............32-------22---------32

ج - 2----3----(3)------(22)...............مستبعد لعدم وجود أي نظام

د- 2----3----(3)------(32)...............32-------3----------32

تم إستبعاد إحتمال زحاف الوتد الأول , لأن ذلك يؤدي إلى تتابع ثلاثة أسباب في أول الإيقاع


الإحتمالات
إذاً الإحتمالين الثاني والرابع يحققان شرط الإنتظام الكلي , لكن الإحتمال الرابع لا يحقق شرط الإنتظام الداخلي .لذا يعتبر معيباً , وإن كان في معية بعض الإيقاعات الأخرى


أولا قولك:" تم إستبعاد إحتمال زحاف الوتد الأول , لأن ذلك يؤدي إلى تتابع ثلاثة أسباب في أول الإيقاع"
تستبعد وجود ثلاثة أسباب في أول الإيقاع. وهذا بسبب ما يدعى في عروض الخليل المراقبة، حيث في 2 2 2 ( المقتضب والمضارع) يتحول أحد السببين الأولين إلى 1 . وجاء في العيون الغامزة :" وقد حكي بعضهم سلامة مفعولاتُ الأولى والأخيرة فلم يراع المراقبة، وأنشدو منه:
لا أدعوكَ من بُعُدٍ .......بل أدعوكَ من كثَبِ
وأنا معك في ندرة هذه بل وثقله. ولكني أسوقه في نفي استبعاد تأصيل ( الوتد الأول الظاهري 3) وهو الذي يأتي أولا في حين أنك أصلت ( الوتد الثاني 3 ) وهو الوتد الأصيل

وهذا قاد إلى أن تنتهي بإيقاعي الوزنين:

ب - 2----3----(22 ؟؟)----(32)...............32-------22---------32

د- 2----3----(3)------(32)...............32-------3----------32

ولا اعتراض على ( د) الذي تراه معيبا بعض الشيء

أما (ب) وأنت تقترح أنه الأفضل فإنه يساوي بين نظامي إيقاعي البيتين
الأحمر وتد أصيل فلا يؤصل .......والأزرق سبب أو من أصل سببي

قد أتاك يعتذر .........لا تسله ما الخبر
2 3 3 1 3 ..........2 3 3 1 3 .........( المقتضب)
حيث ترى نظامه = 2 3 – 22 – 2 3
و

قد أتى من غيابهِ .......لا تسلْ عن مُصابِه
2 3 2 3 3 ..........2 3 2 3 3 .........(مجزوء الخفيف)
فهنا أصله = 2 3 2 2 2 3
ونظام إيقاعه = 2 3 – 22 – 2 3
2 3 3 1 3 = 2 2 2 3 2 2 وإيقاعه = 2 2 – 2 3 – 2 2
هنا إذن نتيجتان إحداهما دون تطبيق معطيات التأصيل على المقتضب
يكون فيها نظام إيقاع كل من
المقتضب ( قد أتاك يعتذر ...لا تسله ما الخبر) = 2 3 – 2 2 – 2 3
مجزوء الخفيف (قد أتى من غيابهِ ....لا تسلْ عن مُصابِه) = 2 3 -2 2 – 3 2

والأخرى مع تطبيق معطيات التأصيل على المقتضب
يكون فيها لكل من البحرين نظام إيقاع مختلف:

المقتضب..... ( قد أتاك يعتذر ...لا تسله ما الخبر) = 2 2 – 2 3 – 2 2
مجزوء الخفيف...... (قد أتى من غيابهِ ....لا تسلْ عن مُصابِه) = 2 3 -2 2 – 2 3

أيهما تراه أكثر منطقية؟
إن القول بضرورة التأصيل قبل البحث عن النظام الإيقاعي سيوحد نهج الخليل ( بطريقتي التفاعيل والأرقام) مع نهج أستاذنا وستترب عليه نتائج.
ثم لو تناسينا كل ما مر عن التأصيل، هل من الصواب أن يكون نظام إيقاع بحرين مختلفين ذات النظام؟ وإن لم يكن ذلك صوابا فأين الخطأ ؟

أخي شاكر أتمنى مشاركتك معنا، كما أتمنى مشاركة كلمات والصمصام والنورس ومن يستطيع طبعا.