أخي وأستاذي أبا إيهاب

مايو أيار! آه ثم آه

يبدو أن سايكس بيكو ما انفكت تتجدد وتتجذر وتتناسل وتمتد حتى وصلت العروض.

_____________________________

http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...ll=1#post25595

• فلا شك أن الأوزان المختلفة تتمايز عن بعضها بعضاً وفقاً لاختلاف التسلسل الحركي لأنساقها، أي وفقاً لاختلف طرق اصطفاف المتحركات والسواكن فيها.
• ومعلوم أيضاً أن مقصّرات البحور – من مشطورات ومجزوءات ومنهوكات – إنما تنسب إلى بحرها بناءً على تطابق تسلسلها الحركي مع بدايات النسق التام، فكأنها مقطوعة منه.
• ونظراً إلى ظهور عشرات الصور الجديدة التي لم يذكرها الخليل ضمن صوره الثلاثة والستين، فلقد أصبح من الضرورة بمكان إعادة تصنيف هذه الصور الجديدة، بردّها إلى أوزانها، أو الاعتراف بها أوزاناً جديدة. فإذا وافقت الصورة الجديدة نسقاً معروفاً كان لا بد من ردّها إليه، شريطة أن يكون التطابق متنامياً مع بدايات النسق.


فإذا عدنا إلى الوزن المطروح، وجدناه جزءاً لا يتجزأ من نسق البحر المقتضب، الذي لم يذكر له الخليل سوى شكله المستخدم المعروف التالي:
مفعولاتُ مفتَعَلُن

إلا أن الشعراء لم يلتزموا هذا، فأتوا به على الشكل:
مفعولاتُ مفعولن

كما في قول شمس الدين بن المفضل:
بالبعادِ تجزيني ---- يا غزالَ يبرينِ
بالصّدودِ تقتلُني ---- والهَوانَ توليني
أيُّ حاكِمٍ يُفْتي ---- ياحبيبُ بالهُونِ
وقول أبي بكر بن رحيم:
مَنْ صَبا كما أصبو
فهْوَ للصِّبا نَهْبُ
فاعلمْ ايُّها القلبُ
وأتوا بالشكل:
مفعولاتُ مفعولْ
يقول ابن مشرف:
مِنْ نَداكَ إيقاظْ
واللسانُ لَمّاظْ
والسهامُ ألحاظْ
كما أتوا بالشكل:
مفعولاتُ مفْعو

يقول ابن خاتمة الأندلسي:
جُملةُ النّعيمِ
في ودادِ ريمِ
فاسقِني نديمي
ثمّ أتوا بالشكل:
مفعولاتُ فاعْ
كقول ابن الفضل:
شاقَتْني البُروقْ
منْ ثغرٍ يروقْ
وأخيراً الشكل:
مفعولاتُ فعْ
وهو وزن القصيدة المتنازع على بحرها.


وواضح أن جميع هذه الأشكال عبارة عن مقصّرات مُستلّة من بحر المقتضب، لأنها تتوافق مع التسلسل الحركي لنسقه التام. ولذلك لا يجوز نسبته لغير المقتضب، كما لا يجوز تفعيله بغير هذا الشكل. وهو ما اختاره د.عبد الله الطيب.