الجزء الثالث


أ.د. محمد جمال صقر :
نظرية أستاذنا الدكتور في هذا الكتاب أن الأمور صارت على هذا النحو : سجع كهان ، ثم رجز ، ثم شعر ، توالدت ، هذا شيء مثير ، اختلف الناس طوال السنين الماضية كيف نشأ الشعر؟ وحاروا ، وأنا لي كلام في هذا(71) ، لكن هذا لطيف جدا من أستاذنا ، بارك الله فيك !

أ.د. محمد جمال صقر : سارة ، المذيعة !

سارة (إحدى الطالبات) :
بسم الله ، أولا أشكركم على حسن المحاضرة . الشيء الذي كان يؤرقني منذ سنتين أني فكرت في أمر قوله- تعالى! - : "بلسان عربي مبين" ، فقلت سبحان الله ، مادام القرآن أنزل بلسان عربي مبين فما مقومات اللغة العربية التي أنزل بها القرآن ؟ فاستوقفني قول الله- تعالى ! – "وإذا مروا بهم يتغامزون" ؛ فوزنته على الوافر ، فقلت إذن فمن ضمن مقومات اللغة العربية النظام الإيقاعي ، لكني تحاشيت أن أبحث هذه المسألة ، أنا الآن أقدم لكم الشكر وجزيل الشكر لأني أصبحت أكثر شجاعة لكي أخوض مثل هذا البحث ، ولكني أتساءل فقط هل لي مثلا أن أُوَثِّق هذا بكلام بعض الأدباء مثلا ؟ وأنا فعلت هذا ، واستخرجت ، عندما كنت أقرأ في كتب الأدباء ، وجدت بعض الجمل والمقتطعات التي تكون موزونة تماما ، وخرجت من هذا بنتيجة ، هي إذا كثر العروض في كلام فلان فهو فصيح متأدب .

أ.د. سالم عياد :
والله معنى جديد ! أشكرك يا ابنتي لأنك وضعت أيدينا على أمر كنا غافلين عنه ، هو أن الخطيب مثلا حينما يخطب أو المتحدث أو الكاتب حينما ينغم ما قال نستحسن منه ذلك ، فلم نستحسنه من الناس ولانقبله في القرآن الكريم ؟

الطالبة نفسها :
لكني وجدت أن المقارنة بالقرآن قياس مع الفارق ؛ فانصرفت عن هذا ، فهل في انصرافي هذا شيء ؟

أ.د. سالم عياد : لا ليس فيه شيء .

الطالبة نفسها :
كيف أُقْدِمُ على توثيق الكلام العربي ومدى فصاحته بزيادة التراكيب العروضية فيه ؟

أ.د. سالم عياد :
التراكيب العروضية إذا وجدتِها في القرآن الكريم هي تزيدنا حبا فيه ، وتعلقا به ، وحفظا له، هذه هي الميزات في هذه المسألة فقط ، لكن القرآن أعلى قدرا من الأنغام الشعرية ، وأعلى قدرا من أي علم آخر ، فتأصيل هذه الموسقة بالقرآن الكريم يفيد الموسقة أكثر مما يفيد القرآن.

يرفع أحد الحاضرين يده مستأذنا في الكلام(72) .



أ.د. محمد جمال صقر :
عرفنا بنفسك ، أنا حاسٌّ أنك من طلاب الشعر ، أأنت الذي كلمتني عبر الهاتف ؟ ما حكايتك؟ من أين أنت ؟

الطالب : نعم أنا صحفي من جريدة الشروق ، كنت في إعلام .
أ.د. محمد جمال صقر : لكني أحسست وأنت تسمع أستاذنا أنك معه ، أأنت خريج دار العلوم قبل إعلام أم ماذا ! ما شاء الله عليك(73) !

الطالب : أنا شخصيا رأيي أن القرآن هو المادة الخام للإيقاع .

أ.د. محمد جمال صقر : جميل !

أ.د. سالم عياد :
الله يبارك فيك ، كلام جميل جدا ! أنا أريد أن أقول جملة بما أنك ذكرتني ، ليس الإيقاع في القرآن الكريم ما يوافق الشعر العربي وحده ؛ إن هناك إيقاعا لا يتوافق مع الشعر العربي ، وأوزانا لا توجد في شعرنا العربي ، ولا نستطيع أن نصنفها تحت ميزان من الأوزان الستة عشر ، وانتبهوا ! يؤيد ذلك في الشعر أن هناك أوزانا تسمى الأوزان المهملة : المُنْسَرِد والمُمْتَدّ ، هذه الأوزان المهملة ربما تكون في القرآن الكريم ، لكننا لم نُعْنَ بها ، ولم نستطع حفظها كما حفظنا أوزان الشعر العربي ، وهذا يزيد القرآن أيضا فنية ، يعني هناك تفعيلات متوالية لا تخضع لموسيقى من أوزان الشعر أو من قوالب العروض ، وقد تتواءم تفعيلات متواترة وراء بعضها وفيه ما - أستغفر الله - إن قلت : ما يقال له المكرور أو المتكرر من باب التوكيد ، قد يكون موزونا لكن وزنا لا ينسجم مع أوزان الشعر العربي ، أليس هذا أيضا يعني لونا من الإعجاز أتى به القرآن الكريم زاد فيه على معرفة العرب بشعرهم وعلى فنهم الأول ، ولم يستطيعوا أن ينظموا على هذه الأوزان المهملة ، ولم يستطيعوا أن يستخرجوا هذه الموسقة كلها من القرآن الكريم ؟ ولا يستطيع أحد أن يفعل ذلك إلا إذا تَحَزَّبنا ، وتعصَّبنا، وكَوَّنّا فريق عمل كبير ، جماعة يشتغلون بموسيقى الشعر ، وجماعة يشتغلون بالأوزان المهملة ، الأوزان المهملة هذه تحتاج علماء بهم خصوصية .

الطالب نفسه :
أنا متفق مع حضرتِكَ تماما في المسمى "نظام الإيقاع في القرآن الكريم" ، فلم لا نحاول أن نبحث عن القانون الحاكم للإيقاع بشكل عام ؟ وأنا أرى أن هذا هو الأهم من أن نبحث في أمثلة من القانون الخاص بالشعر .

أ.د. سالم عياد : نعم لأجل أن يشمل الشعر وغير الشعر .

أ.د. محمد جمال صقر مستأذنا في الرد : تسمح لي يا أستاذنا ؟

أ.د. سالم عياد : تفضل ، هذا كلام جميل !

أ.د. محمد جمال صقر :
مسألتنا كانت محددة بما استمعت إليه ، لكنْ فكرتك عامة ، الإيقاع معروف التكرار المتناوَب لحالتين متضادتين ، كالليل والنهار ، والصحو والنوم ، والجوع والشِّبع ، والكون كله قائم على إيقاع يدل على خالق واحد في الخلق ، لكن نحن حددنا عملنا تحديدا ، لماذا حددناه ؟ لالتباس بين القرآن والشعر فقط ، لكن طبعا كلامك صحيح .

أ.د. سالم عياد :
اسمح لي ، أكمل نقطة صغيرة ، سامحني ، إذا ما درسنا إيقاع الشعر العربي ، والشعر أخص ما يميزه الموسيقى ، أخص خصوصية للشعر ، فيقودنا هذا الدرس إلى دراسة الفاصلة في القرآن الكريم التي هي تعوضنا عن القافية في الشعر العربي ، والفاصلة أيضا نوع من الإيقاع، ولها درسها الخاص ، بل هي تاج شعر العربي كما يقولون ، وأستاذنا الدكتور كشك له كتاب في هذا العنوان .

أ.د. محمد جمال صقر موضحا عنوان الكتاب : "القافية تاج الإيقاع الشعري" .

أ.د. سالم عياد :
نعم ، "القافية تاج الإيقاع الشعري" لو رأيتَه تُعنى ببقية الإيقاع ، هذا جزء ضئيل جدا من كثير، ما قلناه اليوم شيء يسير من كثير ، نذر يسير ، فربما لو درسنا موسيقى الأوزان تقودنا إلى دراسة الفاصلة ، والفاصلة درس أخطر – أعتقد - من الموسيقى .

أ.د. محمد جمال صقر مطمئنا إلى اقتراب النهاية : الأستاذة أمل ، ثم أخونا ، ثم نمضي(74) .

إحدى الطالبات (الأستاذة أمل) :
المحاضرة جميلة جدا ، والشكر لأستاذينا ، هل سيأتي يوم كما نفخر بالإعجاز العلمي في القرآن والإعجاز الصرفي والإعجاز النحوي - هل سنفخر بقولنا إن القرآن الكريم يحتوي على إعجاز عروضي(75) ؟ أنا اتكلم عن العامة ، لا أتكلم عن دارسي اللغة العربية .

أ.د. سالم عياد :
أعتقد أن إدخال هذا الأمر في أذهان العامة شيء من الصعوبة بمكان ، إنما يكفي أن نقول هذا الذي يسمونه علم الخواص ، بل للخواص من العلماء ، وليس كل العلماء ، يعني ربما لا يقبل كلامنا هذا فريق من العلماء ، وإن كنت أشرت إلى بعض الذين يرفضونه .

الطالبة نفسها : فإذا ألقيت عليهم أو إليهم محاضرة فسيتقبلون .

أ.د. سالم عياد : من قال ، ويمكن أن يعتقلوني !

أ.د. محمد جمال صقر : هي ، على أي حال ، فكرة جميلة الشيخ الشعراوي - الله يرحمه ! هو من غير في الناس الإحساس ببيان القرآن الكريم .

أحد الطلاب(76) :
الخليل بن أحمد واضع علم العروض هل استقاه من القرآن أم من الشعر ؟ وإن كان استقاه من القرآن فلم لم يشر إلى ذلك ؟



أ.د. سالم عياد :
لا ، معروف لدينا جميعا أن الخليل بن أحمد الفراهيدي ، إمام القرن الثاني الهجري استخرج علمه من استقراء الشعر العربي ، وليس من القرآن الكريم ، ولم يشر إلى ذلك البتة ، إنه وهو راجع من الحج ، وأنتم تعرفون القصة ، دعا الله وهو يطوف البيت أن يرزقه علما لم يسبق إليه ففي طريق عودته نزل يستريح بمنطقة العروض تلك السلسلة الجبلية ، وأخذ يطرق حتى قالت زوجته لقد جن ولكنه كان يستقرئ ويستعرض ما يحفظ من شعر العرب الأقدمين وكلما وصل إلى وزن من الأوزان سجله لم يُرْوَ إطلاقا أنه استخرج شيئا من هذا من القرآن الكريم وكان عالم لغة وكان شغله الشاغل الشعر العربي(77) .

أ.د. محمد جمال صقر مطمئنا مرة أخرى إلى اقتراب النهاية والذهاب : أحمد آخر واحد !

أحمد (أحد الطلاب) : هل هذا الكلام يتعارض مع قوله – تعالى! - : "ورتل القرآن ترتيلا" ؟

أ.د. محمد جمال صقر : هو ترتيل القرآن فيه شرح ، قراءته على أجزائه القراءة سنة متبعة ، فتوارثنا تجزيأه على الأجزاء كما تعلم من القراءة ، لكنْ رتل اقرأه على مجموعات .

أ.د. سالم عياد :
أريد أن أقول كلمة أخيرة ، أتظن وأنت مؤمن(78) أن الله سبحانه وتعالى ألم يكن في وسعه أن يقول لنا إن القرآن خطر خطير ، لا يقرب أحدكم القرآن ، أو كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهانا عن اقتراف جرم الشعر وعلى فكرة بعض المتشددين يروي الحديث الذي يقول فيه النبي عليه الصلاة والسلام لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا أو قيئا فيريه خير له من أن يمتلئ شعرا ويقفوا عند هذا وأنا أتعبني هذا الحديث كثيرا حتى وقع في يدي كتاب زاد المعاد للهيثمي فإذا بالحديث مبتور على منوال ولا تقربوا الصلاة .

أحد الطلاب مصححا اسم كتاب الهيثمي السابق : مجمع الزوائد وليس زاد المعاد .

أ.د. سالم عياد :
نعم مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي ، ماذا فيه ؟ لئن يمتلئ جوف أحدكم قيحا فيريه خير له من أن يمتلئ شعرا هجيت به وقفت عندها مذهولا قلت نعم صدق رسول الله فجاءت الجماعة المتشددة وقصت قوله عليه الصلاة والسلام (هُجيتُ به) ورموه وروجوا للناس الكلام مبتورا والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل ذلك فماذا أريد أن أقول ؟ كان في وسع النبي عليه الصلاة والسلام وهو إمام الخلق وحبيب الحق وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى كان بوسعه أن ينفرنا من الشعر صراحة وأن يقول كلاما ينهانا فيه عن اقتراف جريمة الشعر لكنه نفسه قال : إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحرا(79) .

أ.د. محمد جمال صقر معلنا عن آخر سؤال : زينب آخر حاجة(80) .

زينب (إحدى الطالبات) :ذكرتم ملحوظة وهي كثرة مستفعلن فاعلاتن وقلتم إنكم ستذكرون علة ذلك !



أ.د. سالم عياد :
أنا قلت علة ذلك اختلاط المضارَع بالمجتث والفرق بينهما ضئيل جدا هو أن المضارع يجب أن تختم إحدى التفعيلتين بحرف متحرك وهذا يفوت على الشعراء أو لا يدركه الشعراء ولو قطعتِ بعض الأبيات من المضارع مهما طالت وهي قليلة جدا في شعرنا العربي يمثل بها كل علماء العروض في كتبهم - ستجدينها فاعلاتُ مستفعلن ، أو فاعلاتن مستعلن ، لا تكتمل التفعيلتان معا ، وإذا اكتملتا كان المجتث .

أ.د. محمد جمال صقر : بارك الله فيكم ، وأحسن إليكم ، وجمعنا على خير ، هذا شيء بديع ، جعله الله في موازين حسناتكم ، والسلام عليكم .


****************************************************

الحواشي

اختلطت العامية بالفصحى في هذه المحاضرة ، فرأيت وأنا أفرغها أن أخلص المتن للفصحى وأجعل العامية في الحواشي .

(1) علق أستاذنا الكريم : الحبر الجليل !

(2) قيلت بالعامية .

(3) قيلت : لكن التنين عكس بعض (...) بتاعة المجتث والمنسرح والأوزان المخيفة دي .

(4) (...) واحد يقول لي: الوافر مفاعلتن مفاعلتن فعولن تقول لي صافي ! أقول لك: أيوه، أصله كان مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن أصل في الدائرة العروضية (...)فبقت العروض .

(5) قيلت : الأنواع التانية (...) زي إيه ؟

(6) قيلت : خدوا بالكو ! (وستتكرر مرات أخرى) .

(7) ليه؟ لأن ليس كل من قال بيتا أو شطرا يبقى قال شعرا(...)الكلام ده مش موجود ولا حتى بيت كامل، دا بنجهد أنفسنا على ما نكون بيت .

(8) خدوا بالكو معايا قوي ، مهمة قوي !

(9) قيلت : أهي دي بقى الخطورة .

(10) قال ضيفنا الكريم موضحا : يعني إحنا كده !

(11) (...)الشاعر لازم يمتلك أدوات الفن(...)وما علمناه كمان فن الشعر (...) يعني مش معنى كده ان هو ... أستغفر الله العظيم ، لا .

(12) لما قرئت الآية أسرع بعض الطلاب ناسبا الإيقاع إلى بحره الرمل، فقال ضيفنا الكريم : أيوه كده عاوز الشعراء !

(13) (كالجواب) يعني زي الحوض الكبير اللي ملان ماء.

(14) خدوا بالكو معايا ده كلام الباقلاني في إعجاز القرآن (...) "ومن يتق الله يجعل له"، وبعدين يحط مخرجا بين قوسين، وبعدين"ويرزقه من حيث لا يحتسب.

(15) (...)الشاعر حينما يلقي شعره غير أي إنسان يقرأ شعر شاعر(...)اللي هو الإيقاع ، اللي هو النبر(...)مش قصيدة ، مش قطعة(...)وهيقول الباقلاني دلوقتي انها ليست إلا مقطعات قصار .

(16) علق أستاذنا الكريم فخورا : مع حضرتك !

(17) (...)ذلك راحت كاسرة الوزن ، بالكو لو قال – سبحانه،وتعالى- في غير القرآن .

(18) نص إعجاز القرآن للباقلاني (وكقوله – عز،وجل! – "أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم" ضمنه أبو نواس في شعره ، ففصله ، وقال : فذاك الذي ، وشعره) .

(19) خدوا بالكو فكرة أبي نواس دي ستظل عبر الدهور إلى يومنا هذا، وهختم بيها الكلام بتاعي معاكم ، واحد عمل نفس الكلام ده في القرآن كله بقلى .

(20) (...) والبيت كمان مجزوء (...) بعد أن قصد القصيد ، رؤبة والعجاج والكلام ده في الكتاب بتاعي هنا(...)يعني بقى الراجز مطالب بضعف القوافي بعد ما كان نص القوافي، بقى العروض هو الضرب والضرب هو العروض.

(21) لا ، مش البيت شعر، ماتقوليش كده ، قولي متى نعد النص شعرا؟

(22) (...)تبقى قصيدة ، تبقى شعر ! لكن واحد زي ما قال أحد العلماء بيقول من يشتري باذنجان مستفعلن فاعلان يبقى قال شعر ، واحد بينادي على بدنجان يبقى قال شعر ، هذا شاعر ، لا !
فعلق أستاذنا بدعابته المعهودة الحاضرة : خضري !

(23) (...) ولذلك من هنا قامت قضية نفي الشعر عن الرجز كمان ، مش القرآن بس (...) فقالوا لا الرجز كله ليس شعرا(...) مين قال كده؟هم .

(24) لما خشي أستاذنا الكريم زيادة المقاطعات لكلام الضيف الكريم نبهنا على أدب من آداب المحاضرات قائلا : علقوا أسئلتكو لو ليكو أسئلة أو أفكاركم ، عشان ماتضيعش .

(25) حفظها لنا أستاذنا الله يرجمه الدكتور مهدي علام(...)هاقراها عليكم بسرعة .

(26) في هذه الأبيات حوار مستمر بيننا وبين ضيفناالكريم متكرر ، يسأل فيه عن اسم البحر فنجيب . مثل : أطال يبقى إيه؟طويل .

(27) شوفوا انا بقراها ازاي ! "فيه آيات الشفا للسقيم" البنية الإيقاعية يعول عليها في قراءة الشعر العربي .

(28) عقب على البيتين بقوله(...)غير قراءة العالم أو قراءة القارئ للقرآن الأداء الموسيقى مش في دماغه ، إنما هو يخضع النص القرآني لعلم التجويد ، ومالوش دعوة بعلم العروض ، فمايكتشفش حاجة .

(29) "في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا" ، ثم عقب على البيتين بقوله : خدوا بالكو عمّال يقصقص ان شا الله يكون حرف .

(30) مقتضب ، متعب قوي !

(31) فيه كمان اسمه مخلع البسيط ، برضه مانسيهاش الراجل .

(32) (...) وأنا من سنين منذ كنت في سنكو وانا معني بهذا الموضوع ، لأني كنت زمان وانا عيل صغير بقول شعر فكنت حافظ(...)فلما اقرا القرآن أحط ، وربنا يسامحني ، تحت الجملة أو التركيب(...)خط ، فتلاقي المصحف بتاعي مخطط . فكأن طالبا قال لضيفنا الكريم : ناخد المصحف أو ناخد البقرة ، فرد ضاحكا : لا ، تاخدوا إيه ! دانتو تاخدوني وماتاخدوش البقرة ! فقال أستاذنا الكريم مشاركا : إن البقر تشابه علينا ! ثم حاول أن يرينا بعض صفحات المصحف .

(33) قال أستاذنا الكريم : أهي البقرة اللي بتقولوا مافيهاش حاجة ، فرد ضيفنا الكريم : لا ، ده البقرة مليئة ، فقال أستاذنا الكريم : بيقولوا مش لاقيين حاجة ! فرد ضيقنا الكريم :لا .

(34) نشوف كده بسرعة سريعة عشان مانضيعش وقتكو .
(35) اسمعوا مني سريعا أمثلة مانقدرش نحصيها طبعا ، حتى في الآية اللي فيها نفي الشعر عن القرآن .

(36) قرأها ضيفنا الكريم(فما ربحت تجارتهم وما كا/نوا مهتدين) موضحا الوزن ، خد بالك أقف عند كا ، اكتملت التفعيلة ، خلاص .

(37) (...) خدوا بالكو بقى عشان مااكونش مخطئ(...)أصل الدائرة العروضية بتاعته ، فلما يبقى يدخل القطف التفعيلة بتاعة العروض والضرب .

(38) قرئت باطراح الواو من أولها .

(39) قرئت باطراح الفاء منها ، ونبه على هذا.

(40) طب فيه بيت عاجبني قوي ، ومخوفني ، ومش قادر اقوبه(...) الحكاية دي في المجتث ، هنشوفها دلوقتي .

(41) (...)تصوروا مين قبلنا واحنا نايمين !(...)وانا اتعرضت لهذا وانا باعمل كتابي بتاع الرجز(...)لكن انا لو انا اللي كنت بدأت كنت طلعت عشرين تلاتين ، هو طلع سبعة واربعين ، يمكن واحد هنا يطلع اكتر الله أعلم ، لأن المسألة مش عايزة واحد عايزة لفيف من الشعراء(...)شوفوا بقى الأمثلة شريعا ، وهي هنا في الدفتر كاملة .

(42) (...)وده اللي انا قايله في كتابي بالتفصيل(...)الأول كان الشعر سجع كهان ، وبعدين بقى رجز ، وبعدين تطور وبقى شعر ، الكلام ده في كتابي بالتفصيل .

(43) (...) سر انتشارها في الشعر وفي القرآن كله ليه؟(...) البسيط مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن ، كل الأبحر اللي هقولها دلوقتي فيها التفعيلة دي (...) متَفاعلن ، متْفاعلن ، مستفعلن (...) وخدوا بالكو ظاهرة موسيقية بقى(...)احنا اتفقنا(...)عشان كده مفيش قصيدة (...)بتيجي كده عفوية .

(44) قرئت باطراح الفاء من أولها .

(45) (...) كم تفعيلة ؟واحد اتنين تلاتة أربعة ونص ، انتو عارفين (...) إذا بني على أربعة يبقى مجزوء ، على تلاتة يبقى مشطور ، على اتنين يبقى منهوك .

(46) "هِ وأنزل التوراة والإنجيلا" عملت لنا متفاعلن متفاعلن متفاعلن تلات تفعيلات ، الأولى فيها متَفاعلن والتنين التانيين فيهم إضمار .

(47) قرئت باطراح الواو من أولها .

(48) قرئت بإشباع ميم (كنتم).

(49) قرئت بإشباع ميم (رزقناهم) .

(50) باظ الشطر التاني ، بالكو لو أن لفظ الجلالة ده استبدل بضميره .

(51) قيلت : وما وقفتش هنا كتير عشان الوقت بس .

(52) (...) القضية بتاعة كسر الوزن(...)مش كده ؟(...)بس فسد المعنى كمان(...)يعني عايز اقول لكم بس الله – سبحانه،وتعالى!- .

(53) وعلى نفس المنوال(...)حصل فيه إيه(...)نقول عليه إيه؟ خبن(...) يعني مش بيت كامل(...). وقرأ الآية باطراح الواو من أولها .

(54) قرئت الآية باطراح الواو من أولها .

(55) قرئت الآية باطراح همزة الاستفهام من أولها . فسأل أحد الطلاب ضيفنا الكريم مستوضحا : هل حذفت من الأية همزة (أفكلما)؟ فأجاب : أنا حاذف الهمزة .

(56) (...)شوفوا عدينا على كم آية ! "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم" خلاص دي بره الميزان ، أول الكلام الموزون بقى أوله إيه(...)طلعت إيه؟ كامل تام .

(57) قرئت الآية باطراح الواو من أولها .

(58) (...) توأمه يعني إيه(...)يفرقوا إيه؟ في التفعيلة الوسطى مستفعلن سبب خفيف واحد يحذف من مستفعلن تبقى فاعلن ، فعشان كده سموه توأمه .
وحول الإشباع في الآية"قل هو الله أحد" دار هذا الحوار بين بعض الطلاب والضيف الكريم :
الطالب : ليه الإشباع هنا؟
أ.د. سالم : ليه ! عشان موسيقى الشعر .
الطالب : بس قبلها ساكن .
أ.د. سالم : قبل إيه؟
الطالب : قبل الهاء ساكن .
أ.د. سالم : دا الهاء ضمير ، يا ابني .
الطالب : هاء الله .
أ.د. سالم : أنا أخطأت في النحو؟
بعض الطلاب : يقصد الهاء من كلمة (الله).
أ.د. سالم : لأني محتاج إلى الإشباع ، عشان املأ التفعيلة ، وهذا جائز في الشعر العربي كله ، هذا في علم العروض ، مش اختراع من عندي .
الطالب : ما انا عارف .
أ.د. سالم :الله يبارك فيك !

(59) (...) لأن أستغفر الله إن قلت لأن به قلقا(...) التفعيلة الوحيدة اللي بتنتهي بمتحرك ، فبتستوجب(...)احنا عندنا ديوان نادر مااعرفش انتو مش عارفينه ازاي ، اللي هو "لزوميات وقصائد أخرى" للأستاذ الكبير عبد اللطيف عبد الحليم .
شارك أستاذنا الكريم معلقا بقوله : لا ده طلّع كتاب مستقل اسمه "من مقام المنسرح" ، واللي سماه له أحمد عبد المعطي حجازي ، قال له سميه من مقام المنسرح فسماه ، لا ده عندنا راجل منسرحي قديم !
فقال ضيفنا الكريم : شيء خطير ! كله منسرح ومقتضب ومجتث .
وأكمل أستاذنا تعليقه : وعلاقته بالمنسرح علاقة عضوية !

(60) دي وقفتني مذهول ، بس لي تعليق هقوله دلوقتي بس يا رب نستوعبه(...)إزاي؟

(61) (...) يبقى أربعة ، زي إيه؟

(62) قرئت الآية "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبو" بالوقف على الواو لبيان الوزن .

(63) قرئت الآية باطراح الواو من أولها .

(64) (...)نعمل فيه إيه؟(...) التانية تختم بمتحرك ، واحدة من الاتنين ، طيب مااتختموش بمتحرك ، وجُم الاتنين تامين(...)نعمل فيها إيه؟ عارفين تبقى إيه؟تبقى مجتث ، عكس المجتث إيه؟مستفعلن فاعلاتن(...)عندي مولد تفعيلتين تامين ، فلعله كان مضارع بس الشاعر وهو ينظم ما خدش باله .
(65) (...)الختام اهه ، خدوا بالكو قوي(...)فبادر أحد الطلاب قائلا : الدكتور محمود علي السمان(...)يعمل إيه؟ يحط الآية القرآنية قدامه الموزونة(...) الكتاب وقع في إيدي من 15 سنة ، وماكانش التصوير بالألكترون في الحال ده منتشر ، ففرطت فيه(...)ووصيت حد يجيبه لي مش لاقيه !

(66) فقال ضيفنا الكريم رادّا هذا الزعم :لااااااااا .

(67) "القافية الموحدة المقيدة وكلمتها في الشعر العماني" بحث لأستاذنا الكريم مطبوع في كتابه "سرب الوحش ، أبحاث نصية عروضية" .

(68) صغت أنا الأسئلة بأقرب أسلوب اعتمادا على حضوري ، ذلك لصعوبة الاستماع إلى الأسئلة بسبب بعد الطلاب عن المسجل .

(69) (...)مش قرآن بس ، ده قرآن كريم(...) مش كده، مش هو قرآن كريم(...) ماهيش مسألة ميول بس(...)طب ما العلماء بيقروه بقراءة العلماء زي الدكتور زغلول النجار .

(70) فقال أستاذنا مبادرا مازحا : فرض على كل مسلم ومسلمة !

(71) "هلهلة الشعر العربي القديم جزالة أو ركاكة" بحث لأستاذنا الكريم مطبوع في كتابه " إذا صح النص ، أبحاث نصية نحوية" .

(72) فيأذن له ضيفنا الكريم ، وينبه أستاذنا الكريم : بس انجزوا عشان احنا خدنا الوقت .

(73) لا أعرف اسم هذا الصحفي الضيف ، هذا نص الحوار بينه وبين أستاذنا الكريم :
- أ.د. محمد جمال صقر : عرفنا بنفسك ، أنا حاسس انك من طلاب الشعر ، انت اللي كلمتني في التليفون؟ انت ايه حكايتك؟انت منين؟
-الصحفي الشاب : أنا صحفي من الشروق ، وكنت في إعلام .(ذكر لسمه ،لكني لا أعرفه)
-أ.د. محمد جمال صقر : بس انا حاسس حتى وانت بتسمع أستاذنا انك معاه ، انت ايه الحكاية ، انت خريج دار العلوم قبل إعلام وللا إيه؟ ما شاء الله عليك ! تفضل .

(74) (...) الجماعة انت عارف الاعتصام والشغل ، انت عارف يا احمد ، هيعتقلونا النهار ده ، ما هيصدقوا يعتقلوني ، اعتقلوني ، اعتقلوني !

(75) علق أستاذنا الكريم : أو إيقاعي ، جميل !

(76) أذن له أستاذنا الكريم بقوله : انت مش مرتاح ، اتفضل !

(77) (...) الراجل وهو راجع من الحج ، انتو عارفين القصة ، دعا الله(...)فوهو راجع بيستريح في الحتة دي اللي اسمها العروض السلسلة الجبلية ، وقعد يخبط ، فمراته قالت دا هو اتجنن ، وهو قاعد يستقرئ .

(78) علق أستاذنا بدعابته الحاضرة دائما : يا مؤمن !

(79) راحوا الجماعة الوحشين قاصين (هُجيتُ به) ، ورموها(...) يعني عاوز اوصل أقول ايه؟(...)ودي عايزة محاضرة لوحدها موقف النبي من الشعر ، ومحاضرة أخرى موقف الصحابة من الشعر .

(80) زينب آخر حاجة ، زينب إكراما ليها بتيجي من المكتبة .