أخي وأستاذي محمد ب.
لا خلاف على ما تفضلت به
وأعرف أن طبيعة المنتدى جعلتك تستفيض في شرح الأبعاد اللغوية للموضوع.
وقد سألني أحدهم مرة هل الشعر مقدس فأجبت كلا بل القرآن مقدس
ذلك أن الحداثة نظرة في أساسها تقوم على هدم الدين لا مجرد إقصائه، وصرح أتباعها بأن التفعيلة أو البحر هي عرض من أعراض الثوابت العقدية والفكرية لدى الأمة التي يجب هدمها.
وكثير منهم لا يجد إبداعه إلا في التعرض للذات الإلهية تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
هذه في رأيي الساحة التي يجب أن يركز عليها الحوار.
إن ما أسموه قصيدة النثر ليست إلا الذراع الأدبية للحداثة.
سؤال : هل قرأ أحدكم أيّا مما يسمى قصائد النثر تشيد بأية إيجابية من إيجابيات الأمة.
مجلة حوار وتمويلها أمر ليس بخاف.
إذا كان بعضهم يعوم الحديث فأجدى أن نعود بالأمر إلى مبدئه وأن لا نستهلك الجهد في مظهره وتطبيقانه .

---------------

أعجبني هذا القول:

" الحداثة مذهب فكري غربي، يضرب بجذوره إلى ما يسمى بعصر التنوير في التاريخ الأوربي. فالاكتشافات العلمية التي قام بها غاليليو ونيوتن في القرن الثامن عشر أقنعت العقل الأوربي أن يرفض نظرة العصور الوسطى في الغرب للطبيعة. فعندما تعارضت الاكتشافات العلمية مع مقررات الكنيسة تخلى الناس عن الكنيسة، فلم يعودوا ـ مثلا ـ يقبلون القول بأن الأرض هي مركز الكون، كما كانت تقرر الكنيسة، فأصبح الناس حداثيون، أو مستنيرين.
وبإيحاء من قوانين نيوتن الميكانيكية، صار الحداثيون ينظرون إلى الطبيعة على أنها آلة ضخمة لا تفهم حركتها إلا بفهم القوانين الطبيعية. وفتن الناس بالعلم! فاكتشفوا شيئا من القوانين التي تسير الكثير من الظواهر الطبيعية. وهي ما كان المتدينون ينسبونها إلى قدرة الله. فظهر بذلك صراع بين التيارين، التيار الديني والتيار الحداثي. وبالرغم من أن كثيرا أولئك العلماء الطبيعيين كانوا نصارى ففد بدأ يتكون لديهم شيء من القناعة أنه لم يعد هناك حاجة لـ (الإله)! أو ربما يكون قد خلق الخلق وأوكل أمر تسييره إلى تلك القوانين. وكانت هذه بداية التحول من الاعتقاد بالإله في العصور الوسطى الأوربية إلى الحداثة الملحدة، التي تنكر وجود الإله.

حكم مذهب ما بعد الحداثة
من المعلوم من الدين بالضرورة أن وجود الله وملائكته وكتبه ورسله حقائق مطلقة قائمة خارج الأذهان، ولو كفر بها الناس أجمعون. وأيضا من المعلوم بالضرورة أن دين الإسلام هو الدين الحق وأن ما سواه باطل، ولا يصح إيمان شخص إلا بهذا.
وهذه أمور أجمع المسلمون عليها وأجمعوا على كفر من أنكرها. فعليه يكون مذهب ما بعد الحداثة بإنكاره أن تكون هناك حقائق مطلقة، أو أن يكون دين الإسلام هو الدين الحق، كفر واضح وصريح.
على أنه يجب التنبه إلى أن بعض الناس قد يتبنى بعض أطروحات هذا المذهب أو أفكاره الفرعية في الفن أو الأدب أو التربية، والتي لا تصل إلى حد الكفر بذاتها، دون ربط لها بأصولها وخلفياتها الفكرية الكفرية، فلا يدخل بذلك في حكم المذهب العام."

http://www.khayma.com/ishraf/Postmodern.htm

---------------------------
وأما العلم فهو لدى المسلمين المعرفة اليقينية القائمة على البرهان وأوثق مصادرها الوحي الذي يصدق به المسلمون لاقتناعهم العقلي بصدق رسالة محمد عليه السلام. وقصر مدلول العلم على المادة أمر غير علمي ابتداءً.
قال تعالى : " قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" (الأحقاف – 5)

"لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ 22 لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ 23 أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ" ( الأنبياء - 23-24)
صدق الله العظيم


و منكم نستفيد.