أختي نادية: السلام عليكم..
شدني موضوعك فقرأته باهتمام, وأحببت مشاركتك الطرح بالتالي:
1. أفضل -شخصيا- عدم دراسة بحور الشعر النبطي بناء على مسميات أوزانه وتشكلاته الإيقاعية عند العامة, فهذا سيدخل الدارس في المتاهة والخلط والتشتت, كما أن الأسماء الدارجة للبحور تختلف من بيئة إلى أخرى, وقد يطلق ذات الاسم (كطرق الطويل) على صورتين مختلفتين أو أكثر.
وإذاً فلندرس البحور والأزان حسب مسمياتها في العروض الفصيح, ولنورد التسميات العامية على سبيل الاستئناس والاستزادة لا أكثر.
2. الهلالي والمنكوس ينتميان إلى بحر الطويل, ولكن لكل منهما خصوصيته التي تتجلى في ثلاث مستويات:
ا. مستوى القافية: والأمر فيها كما ذكرتِ مشكورة.
ب. مستوى الزحاف: هنا يجب التنبه إلى أنه لا يجوز وقوع الزحاف في الصورة المشهورة عندهم ببحر المنكوس مطلقا, أما في الصورة المشهورة ببحر الهلالي فقد وقع زحاف القبض دون الكف في قصائد قدماء الشعراء كالخلاوي, وهو زحاف متكرر في النص الذي استشهدتِ به, لكن الشعراء هجروا هذا الزحاف كما هجر شعراء الفصحى مزاحفة ثاني وسادس الطويل في الشعر الفصيح بعد أن كادت لا تخلو منها قصيدة جاهلية حتى أصبح ارتكاب مثل هذه الزحافات اليوم يعد أمرا مستهجنا.
ج. مستوى العلة: هنا أيضا لا يجوز أن يعتل أول المنكوس بالثرم ولا بغيره, وإن اعتل بالثرم (سقوط أول الوتد المجموع) خاصة فعلى الشاعر أن يلتزم بهذه العلة حتى آخر القصيدة وفي الصدر والعجز معا, ولولا أني وجدت عدة نصوص على هذا المنوال لأنكرته.
أما في الهلالي فيقع الثرم بوصفه علة تجري مجرى الزحاف, ووقوعه فيه كثير لا تكاد تخلو منه قصيدة هلالية.
ودمتِ عروضية متألقة.
المفضلات