حفظ الذات وحفظ النوع ضمان استمرار الحياة بسائر مستوياتها النباتية والحيوانية والبشرية.

وقد جعل سبحانه تعالى كلا منهما مقرونة بلذة فحفظ الذات مقرون بلذة الطعام وحفظ النوع مقرون بلذة الجنس وما يرافقهما وتستدعيانه من دوافع الكسب المادي. وكلاهما قسري لا خيار فيه.

وتلك حكمة منه سبحانه لضمان استمرار الحياة .

**

الإنسان هو أرقى الكائنات الأرضية.

لم خلق الله تعالى الإنسان ؟

" وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون " صدق الله العظيم

عبادة الله تعالى بمفهومها الشامل الذي ينتظم الحياة البشرية لا تتم إلا بتوحيده، وتوحيده لا يتم إلا بسلامة العقيدة وهذه لا تكون إلا باستقبال الرسالة فهما وتفكيرا فإيمانا.

حفظ الذات والنوع وسيلتان لاستمرار الحياة. والحياة البشرية ذاتها وسيلة لعبادة الله .

استمرار الحياة ماديا وسيلة ترافقها لذتان ماديتان من جنس الاستمرار ووسيلته .


عبادة الله تعالى غاية صنوها الهدى ووسيلتها التفكير والتفكير تجريدي أساسا وإن كان تناوله يشمل الماديات.

كرم الله عباده بجعل الهدى والتفكير اختياريين .

عبادة الله هي الغاية وهي الأسمى . ولذة وسيلتها ( التفكير ) هي الأسمى والأرقى والألذ والأجدر بتميز الإنسان. فشرف الوسيلة من شرف الغاية.

يشترك البشر مع البهائم في اللذتين الماديتين المصاحبتين للوسيلتين القسريتين الضامتين للحياة. وتُميز الاستمتاعَ البشري بهما عن استمتاع البهائم مراعاةُ الحلال والحرام فيهما وربطهما بمنهاج الله في الحياة. فإن انعدم هذا فلا فرق بين إنسان وبهيمة.

يتفرد بعض البشر بنعمة التفكير واستشعار لذتها.

لا يعرف هذه اللذة إلا من أنعم الله عليه بها.

ومن لم يعرفها فحسبه - وإن اغتنى وتمتع ماديا - وصفه تعالى له بقوله :" يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام " صدق الله العظيم.

إن كان للرقمي دور ولو بسيط جدا في تفعيل التفكير سواء في في الأخذ به أو معارضته فذلك خير وفضل من الله عميم.