السلام عليكم
يقول أستاذنا العزيز محمد خشان في وارد حديثة عن دوائر الخليل :
تقلل وجهة النظر التقليدية التي سادت العالم العربي منذ الخليل إلى اليوم شأن هذه الدوائر باعتبارها استنتاجا من البحور والتفاعيل لا أصلا يمثل تصورا كليا عند الخليل انبثقت منه البحور والتفاعيل كوسيلة شرح وتوضيح، ويمثل ذلك قول الأستاذ محمود مصطفى في كتابه ( أهدى سبيل إلى علمَي الخليل ) تحت عنوان الدوائر الخمس لبحور الشعر :" ليس في هذه الدوائر شيء جديد في علم العروض ولا هي تشمل على قاعدة أو رأي في العلم لم يمر بك ............. ومهما يكن من أمر هذه الدوائر فإنها طرفة من طرف العروض ."
يذكرنا هذا الكلام بقول الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمةوالحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية التي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة الرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ. "
لحسن الحظ وجدتني أمتلك نسخة من مؤلف الاستاذ محمود مصطفى " أهدى سبيل إلى علميْ الخليل "
عدت إليها لأتبين الامر الذي أورده أستاذي محمد خشان ، من أن الرجل ذو وجهة نظر تقليدية حول الدوائر ، هذه الوجهة التي تعتبر الدوائر محض استنتاج طبيعي من البحور والتفاعيل ، وليست أصلا يمثل تصورا كليا عند الخليل انبثقت منه البحور و التفاعيل .
أول ما أثار انتباهي قول الرجل كلمة "طرفة" والتي لا تأتي في التراكيب العربية إلا في سياق المدح لا في سياق الذم حيث قال الرجل :
" ومهما يكن من أمر هذه الدوائر فإنها طرفة من طرف العروض ."
عدت إلى مكتبتي ، اخرجت المؤلف / الطبعة1 -سنة 2006 -دار الغد الجديد /شرح وتحقيق د أحمد أحمد شتيوي.
فتحت الصفحة 99 يقول الأستاذ محمود مصطفى :
"ليس في هذه الدوائر شيء جديد في علم العروض ولا هي تشمل على قاعدة أو رأي في العلم لم يمر بك ولكن حديثها أنها من وضع ا لخليل وأنها كانت في نظره وسيلة لحصر كل مجموعة من الأوزان الشعرية ف دائرة خاصة .
والذي يدل عليه كلام العماء أن الخليل أراد بها أن يُشيرَ إلى أنَّ لأوزان الشِّعر العربي نسبًا ترجِع إليه، وأصولاً تضمُّها، وأنَّ كل دائرة مِن هذه الدوائر وشيجة تفرَّعت عنها جملةٌ مِن الأوزان قد يكون فيها المستعمل الذي حصَر الخليل قواعدَه، والمهمل الذي لم يرَ العربُ أن يَنظِموا عليه لنبوِّ طباعهم عنه .
ومهما يكن من أمر هذه الدوائر فإنها طرفة من طرف العروض ودليل على قوة ملكة الوضع والتأليف التي امتاز بها هذا الإمام الجليل ."
يظهر بجلاء أن ا لمرحوم محمود مصطفى نظر إلى أمر الدوائر الخليلية على أنها طرفة من طرف العروض بمعنى أنها شيء عجيب مثير للاعجاب كما يوحي معنى الطرافة بداهة ، ومنطوق الكلام لا يدل على أن الرجل كان يتحدث عن الترتيب الزمني ومن سبق الآخر الدوائر أم البحور ، بل على الكعس يبدو أن المرحو أميل إلى أسبقية الدوائر و يدل على ذلك لفظ الطرافة .
فأي طرافة نتحدث عنها إذا كان الخليل رحمه الله استنتج الدوائر من البحور ، وإنها حقا لطرافة ان نتحدث عن الطرافة في استناج الدوائر من البحور ، بل المنطق يقول أننا نتحدث عن الطرفة او الطرافة لامر ذي بال وعظيم ، وليس المرحوم محمود مصطفى بهذا الغباء حتى يتحدث عن طرافة الدوائر الخليلية مع اعتبارها مجرد استنتاج بعد البحور .
يقول أ. د. أحمد محمد عبدالدايم عبدالله
"ومِن العلماء مَن يعتبر نظام الدوائر شيئًا طريفًا من طرف العَروض وهو محقٌّ لا شك في هذا، وأيَّة طرافة تفوق دوائر الشِّعر العربي؟! أليس طريفًا أن تجمع الأوتاد والأسباب وترتبها فيخرج بحْر، ثم تُعيد ترتيبها مع شيءٍ مِن التقديم والتأخير فيخرُج بحر آخَر؟!"
على هذا الاساس أطلب من أستاذي محمد خشان أن يتفضل بتعديل هذه المعلومة غير المقصودة قطعا عن المرحوم محمود مصطفى ، لانها تسيء إليه .
وقد سمعت هذه المعلومة من استاذي خشان في الغرفة الصوتية ، ووجدتها كذلك في هذين الرابطين :
https://sites.google.com/site/alarood/d2-1
https://sites.google.com/site/alaroo...leel-wal-arqam
تحياتي للجميع
المفضلات