الأخت الأستاذة رغداء
إليك هذا النص عن الهم من موضوع الأستاذ يحيى الرخاوي:
http://www.arood.com/vb/showthread.php?threadid=616
"وفي نفس الوقت، فقد وجدت في شكله وحركته ما يستلزم الإشارة إليه هنا كمثال توضيحي مساعد، ألا وهو لفظ "الهم"، بادئا بالعلاقة بين ما هو "هم" وما هو "همة"
فالهم لغة ينتمي أساسا إلى العزم على القيام بأمر ما "هم بالأمر ولم يفعله "، لكنني لم أرتح للاستسلام هكذا لشرط أنه لم يفعله، اللهم إلا إذا أضفنا لفظ "بعد" أي أنه "لم يفعله بعد"- ذلك أني حين عايشت اللفظ من الممارسة الذاتية والمهنية والإبداعية، رجحت أن ثمة علاقة خليقة بالعناية ما بين الهم بمعنى الحزن، والهم بمعنى العزم (على)، والهم بمعنى الشدة (بما يحمل معاني الجدية والصعوبة والقوة جميعا، المهمات من الأمور الشدائد)- وكل هذا يقربنا أكثر فاكثر من المعاني الإيجابية التي استوحيناها من حركية لفظ "الحزن" فكلاهما (لفظا الحزن والهم) إنما يؤكدان كيف أن الظاهرة التي تشملهما أو تجمعهما أو يحومان حولها.. الخ، هي ظاهرة تتحرك لغويا/كيانيا، من المواجهة إلى الألم إلى العزم إلى الشدة بما يشمل الخشونة والصلابة، وكل ذلك يناقض معنى الكآبة (كما قدمنا) لغة ومصطلحا."
وقبله ذكر عن الحزن :" علينا أن نتعرف على الحزن على أنه: نقيض الفرح وخلاف السرور ذلك أن لفظ الحزن، وخاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار تنويعايته التشكيلية، وإنما يتضمن غير قليل من إيحاءات الجدية والخشونة والدفع بحيث يصعب فصل هذه الإيحاءات عن متضمنه العاطفي (الانفعالي، فالحزن أيضا- ضد السهل المنبسط، حزن المكان حزنا: خشن وغلظ، والحزن: ما غاظ من الأرض، والحزن فيه مواجهة وعناد ولقاء وشدة)"
فكأن اللغة العربية في بعض المواقف توحي بالدواء مع الداء ومن جنس لفظه ( وتقارب حروف الداء والدواء موضع تأمل) .
ومن أثناء كلامه لفظ الشدة، وكيف تعالج بشدة النفس.
ويحضرني في مثل هذا (عزّ) الشيء أي ندر، فإذا ندر الشيء فلا يطلب إلا بعزة النفس.
ولعل هذا ما يفسر قرن بصير النظر لا يرى، ببصير البصيرة الثاقبة تعوضه عما فقد من نظر.
وهذا يذكر - مع الفارق ولو على التضاد - بمنهج الأستاذ محمد عنبر في جدلية الحرف العربي. واحتواء الأحرف على المعنى ينعكس إذا انعكست.
http://www.arood.com/vb/showthread.p...t=%DA%E4%CA%D1
والله يرعاك.
المفضلات