لا يموت الشوق لوقـل الوصِـلْ
وما يهز الحب زالزال الظـروف
وانت داري في معزتكـم أصـل
ولو يطول الصمت لا يلحقك خوف
والغـلا بالقلـب والله متـصـل
ثابت مثـل الأصابـع بالكفـوف
لا يخفى على الأستاذ خشان أن الشاعر لا يحرك العين في "الأصابع" إذ هو من الشعر العامي الذي يلتزم تسكين أواخر الكلمات على الغالب إلا إن وجدت ضرورة وزنية فتحرك الكلمة بالكسرة مهما كان موقعها الإعرابي كما حرك الشاعر هنا "الشوق".
وهذا نفسه موجود في زجل بلاد الشام:
فالقصيدة هي على بحر الرمل لا موزون فيها
وأعوذ بالله من الموزون، وهدى الله من يزنه
وبالمناسبة إن الشاعر اقتدى في وزنه هنا بالذوق الشعري المستقر ولم يتبع أصل الرمل في الدوائر كما فعل أبو الطيب الذي عابوا عليه قوله:
إنما بدر بن عمار سحاب..
فالقصيدة كلها لا تلتزم بالمبدأ الثابت المستقر الذي هو حذف آخر سبب خفيف في الشطر الأول إن لم يكن البيت مصرعاً- 2 3 بدلاً من 2 3 2
أو فاعلن بدلاً من فاعلاتن.
ولكنه أجاز لنفسه أن يجعلها فاعلان وهذا وارد ما دامت الأبيات مزدوجة القافية، وعندها يأخذ الصدر حكم العجز كما هو معروف لأنه يغدو كأنه جواب للصدر الذي قبله!
وهذا نراه في شعر الموشحات وفي الشعر العربي المعاصر الذي كتبه شعراء المهجر وغيرهم:
لم نكن قبل حزيران كأفراخ الحمام..ولذا لم يتفتت حبنا بين السلاسل
نحن يا أختاه من عشرين عام..نحن لا نكتب أشعاراً ولكنا نقاتل
لم يخطر على بالي الآن مثال أدق فيأتيكم لاحقاً إن شاء الله!
مع خالص التقدير للأستاذين خشان ورغداء الذين يمتعاننا دوماً بالمفيد.
المفضلات