هذه الأبيات الجميلة لشاعرنا الجميل أنمار الجراح

تقَوَّلَ حُسْــ[سادي بِما ] جَلَّ مِن فِعلي ....وصَمتيَ عن [زيــفِ ادّعا] ءاتِهِم قَولي
مَتى نِمـتُ في[ ظِلّي ، وَسَيــ]ــفي بِغمدِه ....، أميناً حَما [ني شاهِراً ]سَيفَهُ ظِلّي
يُسابِقُني[مِن دونِ إذ]ني إلى الوَغى .....يُمَيِّزُ أعـ[ـدائي فيَطـ]عَنـَهُم قَبلي
فلاتأمنوا [قَتلي لَكُم] لو تَرَونَني.....غَمَدتُ فَسـيــ[ـفُ الظِلِّ جُررْ] رِدَ للقَتلِ

تغدو مما يسميه [ بحر النمير ] بعد حذف ما بين [القوسين] من كل شطر
فعولن مفا [ عيلن فعو] لن مفاعلن ..... فعولن مفا [ عيلن فعو] لن مفاعيلن

وهذا النص من [بحر النمير] :

تقوُّلُه جَلَّ مِن فِعلي ...وصَمتيَ عن زيْفهم قَولي
مَتى نِمـتُ في ذا بِغمدِه....، أميناً حَما سَيفَهُ ظِلّي
يُسابِقُني ذا إلى الوَغى؟ ...يُمَيِّزُني عَنـَهُم قَبلي
فلاتأمنوا لو تَرَونَني .....غَمَدتُ فَسـيــفِيَ للقَتلِ
أضعه أمام أستاذي وقرائه للمقارنة بين الأصل وهذا النص

***

ولو سألني سائل عن الأبيات :

رأى عِقدُها روعَةَ الصَدرِ .....فغَنـّى لقَد زادَ من قَدْري
وما أجملَ البِنتَ ذا عِقدُها ....يُباهي القِلاداتِ بالنَحْرِ
على رِقَّةِ النَسماتِ انحَنَتْ .....لِتَنقَدَّ مِن رِقَّةِ الخَصْرِ
غَوَتْ عينُها الصَبَّ من رأفَةٍ ....وفي قلبِها قَسوَةُ الصَخْرِ
تُري مَن يراها طعاما له....مِن الجوعِ في زمنِ الفَقْرِ
سَرَتْ تَفضَحُ السِرَّ ما بيننا....هَلمّوا إلى مَذبَحِ الطُهرِ

لقلت إنها على رابع المتقارب وهي من أجمل ما قيل عليه ومطلعها مصرع.

فلو أعاد قراءتها لي قبل أن أعرف أنها لأستاذي الشاعر أنمار الجراح على النحو التالي

رأى عِقدُها روعَةَ الصَدرِ .....فغَنـّى لقَد زادَ من قَدْري
وما أجملَ البِنتَ عِقدُها ....يُباهي القِلاداتِ بالنَحْرِ
على رِقَّةِ النَسمَةِ انحَنَتْ .....لِتَنقَدَّ مِن رِقَّةِ الخَصْرِ
غَوَتْ عينُها الصَبَّ رأفَةً ....وفي قلبِها قَسوَةُ الصَخْرِ
تُري مَن يراها موائداً....مِن الجوعِ في زمنِِ الفَقْرِ
سَرَتْ تَفضَحُ السِرَّ بيننا....هَلمّوا إلى مَذبَحِ الطُهرِ

لقلت له بقي المطلع المصرع كما كان من رابع المتقارب فماذا فعلت في صدور سواه من الأبيات ؟ فقد جعلت وزن الصدر في كل منها

3 2 3 2 3 [2] 3 [2] = فعولن فعولن فعو[لن] فعو[لن]

مع حذف السببين الذين بين [ القوسين ]

علام غيرت الصدور ؟ فإن قال لي إن هذه الأبيات لأستاذي الشاعر أنمار الجراح، توقفت وعدت إلى منهجية الخليل.. إذ لا أجد وشيجة لهذا الوزن [ النمير ] كوشيجتيه بالمتقارب والطويل. وقد قارنته بهما. حقا أشعر بأهمية ساعة البحور كخريطة رياضية مطردة للذائقة العربية لا بد منها ولا بديل لها كمتطلب ضروري - ولكن غير كاف - لتأهيل أي وزن جديد للذائقة العربية حيث لا بد للبحر من أن يتخذ مسارا دائريا في دائرة واحدة ليحقق أول شروط تأهيله. هل ينطبق ذلك على بحر أستاذنا ؟ إن الانطلاق من بحر معين يقتضي التسليم بحشوه ولم يختلف اثنان على موافقة الخليل والتسليم بنفي العلل عن الحشو في بحوره. هل يمكن أن يكون [للبحر] هذا مسار يحقق هذا الشرط ؟ سأجتهد في البحث .