أخي وأستاذي الكريم فاروق
لو كان السؤال هل يمكن نشر عدة مقاطع على نفس الوزن مع اختلاف روي كل بضعة أبيات.
لقلت إنني أستعذب قصيدة الأطلال لابراهيم ناجي. فما كان مثلها فلا بأس به. وما عدا ذلك فأمر يحكم عليه حسب كل حالة وكل شخص.
ولا بأس من أن تجرب.
أنقل لك من الرابط:
http://faculty.mu.edu.sa/aabdeasadk/...84%D9%84%D9%88
د/ عبير عبد الصادق محمد بدوي
أبوللو
ظهرت سنة 1930 بعد مدرسة الديوان ، وقد تأثر شعراؤها بمطران وبمدرسة الديوان ، وبمدرسة المهجر ، ولذلك يعتبر شعراء أبوللو آخر مراحل الحركة الرومانسية وقمة نضوجها 0
وكان رائدها أحمد زكي أبو شادي ، ومن شعرائها في مصر إبراهيم ناجي ، وعلى محمود طه ، وفي الشام عمر أبو ريشة ، وفي تونس أبو القاسم الشابي 0
الظروف إلى أدت إلى نشأتها
1- ظهرت هذه المدرسة في بداية العقد الرابع من القرن العشرين بعد أن احتدمت المعركة الأدبية بين شعراء الديوان وشعراء الإحياء ، وبع أن انفرط عقد مدرسة الديوان بتوقف عبد الرحمن شكري عن قول الشعر ، وانصراف المازني إلى الصحافة والقصة والمقال ، وانشغال العقاد بأنواع الفكر والأدب وأصبح الشعر عنده في المرتبة الثانية ، وبعد أن غرق شعر الديوانيين في المبالغة الذهنية الجافة والتفلسف 0في هذا الواقع الشعري ظهرت مدرسة أبوللو
2- اتخذت هذه المدرسة من مطران أباً روحياً لها ، وأفادت منه ومن الصراع الأدبي بين الإحيائيين وجماعة لديوان ، ومما نشره شعراء الديوان من شعر ونقد ، مما جعلها تتجه إلى التجديد والاهتمام بالعاطفة الجياشة
3- تأثر شعراؤها بالشعر الرومانسي الأوروبي ، وبخاصة الإنجليزي نتيجة ثقافتهم ، وإجادتهم اللغات الأجنبية ، واطلاعهم على الآداب الأوروبية الروسية0
4- تأثر شعراؤها بأدب المهجر وبخاصة شعر " جبران خليل جبران " مما جعل شعرهم يتجه وجهة عاطفة حادة 0
5- أحس شعراؤها باستقلال الشخصية ، وبالحركة الفردية ، وتشبعوا بروح الثورة التحررية منذ إحساسهم بثورة 1919 ضد الاحتلال الأجنبي0
6- اقترن شعر هذه المدرسة بظهور مجلتها " أبوللو " التي ظهرت سنة 1932 ، وتكونت جمعية أبوللو في العام نفسه
السمات الفنية لمدرسة أبوللو
1- اتجهت التجربة الشعرية إلى النواحي الذاتية الفردية وابتعدت عن القضايا العامة0
2- الحنين إلى مواطن الذكريات0 يقول ناجي متذكراً دار أحبابه :
هـــذه الكعبــة كنـــــا طائفيها والمصلــــــين صبــــاحاً ومســـاءً
كم سجدنا وعبدنا الحسن فيها كيـــف بــالله رجعنــــا غربــــــاء
3- استعمال اللغة استعمالاً جديداً في دلالات الألفاظ والمجازات ولصور
- فنرى في شعرهم ألفاظاً مثل : العطر القمري ، الأريج الناعم ، وراء الغمام ، الملاح التائه ، الأنفاس المحترقة
- ويميلون في تصويرهم إلى تجسيد المعنويات ، أي تحويلها من التجريد إلى الحسية ، كقول ناجي :
ذوت الصبـــــابة وانطــــوت وفـرغـــت متتن آلامــــــــها
عـــادت إلّــي الذكـــــــــــريا ت بحشــــــدها وزحامــــها
- كما يميلون إلى التشخيص ، أي يخلعون على الجماد صفات الإنسان يقول الهمشري :
فنسيم الماء يسرق عطراً من رياض سحيقة في الخيال
- استخدام الرمز ، والميل إلى الكلمات الرشيقة مثل " عروس ، عيد ، عطر " أو الكلمات الأجنبية والأساطير مثل : " الكرنفال ، أوزوريس ، فينوس " 0
- كذلك اهتموا بالتصوير كتصوير " النخلة ن والنور ن والريح ، والصور الأسطورية "0
- حب الطبيعة والواقع بجمالها ، ومناجاتها ، والهروب إليها ، وتحمل دواوينهم وقصائدهم أسماء تدل على تعلقهم الشديد بالطبيعة مثل ك أطياف الربيع ، عودة الراعي ، أغنيات على النيل ، المساء الحزين ، من أغاني الرعاة
-الإغراق في العاطفة الصادقة ، والميل إلى الحزن والتشاؤم والاستسلام للآلام والأحزان واليأس ، كما نرى في عنوان ديوان محمود حسن إسماعيل : أين المفر 0
التجديد في شكل القصيدة :
أدخل شعراء أبوللو قدراً كبيراً من التجديد على شكل القصيدة يتمثل فيما يأتي :
1- حرروا القصيدة من وحدة القافية ، وذلك بتعدد القوافي في القصيدة الواحدة ، وتنوع عدد التفاعيل في الشطر الواحد
2- تقسيم القصيدة على مقاطع ، تتعدد قوافيها ، وأوزانها ، وكل مقطع يمثل وحدة بنائية معنوية ، تحل محل وحدة البيت في القصيدة التقليدية ، وهم متأثرون في ذلك بشعر الموشحات الأندلسية 0
3- تخليص القصيدة من الموسيقا الصاخبة ، والميل على الموسيقا الهادئة المنسابة ن وذلك بكتابة القصائد المجزوءات في بحور الرمل ن والخفيف ، والهزج 0
4- استخدام الشعر المرسل الذي لا يلتزم قافية ، والذي يستعمل أكثر من بحر 0
5- الالتزام بالوحدة العضوية 0
أعلام مدرسة أبوللو :
من المصريين : أحمد زكي أبو شادي ، وإبراهيم ناجي ، وعلى محمود طه ، ومحمود حسن إسماعيل ،
وصالح جودت ، وأحمد رامي
من العرب : أبو القاسم الشابي ، نازل الملائكة ، التيجاني يوسف بشير ، وتوفيق البكري .
------------
والله يرعاك.
المفضلات