بسم الله الرحمن الرحيم
شَهيدُ الشُّهَدا
د. ضياء الدين الجماس
إنَّ رَبِّي يبسطُ الرزقَ نهراً مدداً = بيَدٍ مبسوطَةٍ لا تُغَلُّ أبدا
يغمرُ الكونَ ضياءً ولا ندَّ له= شاهدٌ يرصُدُ الخلق عيناً رصدا
لم يلدْ وما يكون له من وَلَدٍ = هو أوَّلُ الوجودِ شهيدُ الشهدا
كفَرَ الناسُ بكفِّ القضاءِ بطراً = ما لهم من دونه حافظٌ منه غدا
عجباً لفاسق لا يخاف شططاً = ويحهُ الأجدى له أن يفيق رشداً
والورى منهم عصاة ولا نورَ لهم = تمّحي أعمالهم بالصواعق غداً
والتقاةُ أخلصوا محسنين عملاً = وسيرْقَوْن بيوم الحساب صعداً
من دعا خالقه جاءه هرولةً = ذاك من أخلاقه نعْمَ مَنْ مّدَّ يدا
خَلْقُ ربي فائقُ الحسْنِ في طلعته = فتجلى بجلالٍ عليهم وبدا
طفِقَ الكونُ سعيداً بربي مرحاً = فارتدى فوق إزارٍ رداءً وشَدا
فارتعوا بنوره جاءكم منه هدى = مُنْزِلاً رحمتَهُ لن تغورَ بَدداً