د. أحمد كشك كما قلت متميز في طرحه وتناوله للعروض ويكاد يحلق في علم العروض لولا أن حواجز التفاعيل وحدودها تحد من انطلاقه.
التفاعيل وسائل إيضاح وتمثيل صوتي للوزن وهي ممتازة في هذا مجال ( العروض) وكذلك في توضيح الأحكام التطبيقية الجزئية.
لكنها لا تصلح أدوات ل( علم العروض) بحكم تجسيدها وتجزيئها اللذان لا يناسبان تجريده وشموله.
يقول د. أحمد كشك في ( ص – 10) من كتابه ( محاولات للتجديد في إيقاع الشعر
" ففي فاعلاتن مجموعة الوتد ثلاث سكنات، سكتة بعد السبب الأول وسكتة بعد الوتد وسكتة بعد السبب الأخير في نهاية التفعيلة. ومع وجود هذه الحدود صارت وحداته الداخلية قريبة المحاكاة والمماثلة لقيم الإنشاد الشعري. فإذا ما نطق قائلا (يا حبيبي ) معطيا ألف (يا ) قدرا زمنيا معينا طويلا أو قصيرا، كان على (فا) التي تقابلها من (فاعلاتن) أن تراعي هذا القدر الزمني. ومن هنا تكون الكلمات يا حبيبي – إن قلبي – لم يقمْ أخ ، ممثلة بفاعلاتن على قدر من الاختلاف توحي به مماثلاث هذه الكلمات من الناحية الزمنية، ومعنى ذلك أن فاعلاتن تتشكل زمنيا بما تتشكل به هذه الكلمات. ففاعلاتن كم موحد يتطور داخليا إلى عدة صور من خلال حسبة الزمن التي هي حسبة كيفية، وهذا ما اضافه نتاج الاستعمال أو الواقع لحدود النظام.
استوقفتني ما يلي
1 - ففي فاعلاتن مجموعة الوتد ثلاث سكنات، سكتة بعد السبب الأول وسكتة بعد الوتد وسكتة بعد السبب الأخير في نهاية التفعيلة.
1- التعامل مع الموضوع من خلال حدود تفعيلة فاعلاتن
2- قوله :" فاعلاتن كم موحد "
على النقطتين الأولى والثانية
ساستعرض ثلاثة أشطر
يا جبيبي – إن قلبي – لم يقم أخ = فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
لإبراهيم ناجي : " إنه بصّرني كيف الورى "
أيهما الصواب :
إن نهو بص – ص رني كي – فل ورى = فاعلاتن فعلاتن فاعلا
إن نهو - بصْ ص رني – كيف فل ورى = فاعلن – مستعلن – مستفعلن
الجواب، كل ذلك انتقائي ليناسب صورة ذهنية توافق وهما ذاتيا.
للدكتور كشك قبل رأيه الذاتي رأي موضوعي
يقول :" ففي فاعلاتن مجموعة الوتد ثلاث سكنات، سكتة بعد السبب الأول وسكتة بعد الوتد وسكتة بعد السبب"
وهكذا فهناك سكنة بعد كل وتد وسبب ولو عبرنا عن السكتة بالإشارة (- )
لكان الوزن = سبب – وتد – سبب - سبب – وتد – سبب - سبب – وتد – سبب = 2 3 2 2 3 2 2 3 2
إلى هنا هذا موضوعي أما ما سوى ذلك من تمييز علامة (-) معينة عن سواها فمما تخيله التفاعيل من حدود أصلها اصطلاحي ( للتعارف ) وجعلها كيانات
مستقلة وجعل ما بينها ( حدودا محددة بجمارك ) فأمر ذاتي وهمي يسبب تكريسه المآسي في الواقع والتفكير. وقد وقع قبله في مثل هذا المستشرق جويار
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/takyeel
3- قوله :" حسبة الزمن التي هي حسبة كيفية"
حسبة الزمن لا تكون إلا بوحدات وهذه لا تكون إلا كمية. فكيف تكون كيفية ؟
نعم ثمة اعتبارا ( الهيئة والكم ) ولكن التعبير يعيى عن أداء المعنى بلا إشكال.
أحسب أن د. كشك يقصد مفهوم الكم والهيئة وتخذله في التعبير أدوات العروض وتأثير تخييل التفاعيل على التفكير، وصياغته على مقاسها وفي قوالب حدودها .
أتمنى أن يطلع على موضوع الكم والهيئة.
https://sites.google.com/site/alarood/kam-wa-hayaah
المفضلات