أخي وأستاذي خشان
بارك الله فيك على اللفتة الطيِّبة , وما ظننتُ هذا الشكل بجديدٍ على الشعر بلْ عجبتُ من ذكرك لذلك , في الحقيقة لمْ أقعْ على مثل هذا وسأبحث ربَّما أجد بلْ حتماً سأجد لأنّهُ بحرٌ يسحر الأذنَ بشكليه كما في الرمل فمن كتب في الخفف ذي العروض الصحيحة والضرب المحذوف أعتقد أنّهُ كتب في العروض المحذوفه والضرب كذلك ..

وفي العروض والضرب أجدها ذات العلاقة بالرمل كما في أطلال ناجي إذْ تعدُّ قصيدةً مهمّةً لدراسةِ الرمل باختلاف أعاريضه وأضربه . ولا أرى الإلتزام بالخبن كون أصل العروضة والضرب " فاعلا =32 " مُستَحْسُ الخبنِ فيها كما في الرمل .
وفي ورود العروض صحيحة " فاعلاتن=232 " وهي لها ضربان مثلها ومحذوفٌ "فاعلن=32 " تجعلنا نعدُّ الضرب أساساً وترك الحرّية للشاعر في التنقّل بين العروضين ,, وفي الحقيقة لا أستسيغ هذا التفاوت في طول الصدر وقصره تارةً والذي يذهب جمال وحدة الموسيقى بين أبيات القصيدة وقد وقع ناجي فيها في بيتٍ واحد من مقاطع قصيدته وهو :
آهِ منْ قيدك أدمى معصمي=لمَ أبقيهِ وما أبقى عليَّ
ما احتفاظي بعهودٍ لمْ تصنْها(تُصنْ)=وإلامَ الأسرُ والدَّنيا لديَّ

أرأيتَ لوْ وقفنا عليها كما بين القوسين كيف تكون منسجمةً مع الصدر السابقِ والأبيات التي تليه .

وأعود إلى محور الحديث في ضرب الخفيف والتزام الخبن وبما أنَّ البسيط بورود الضرب مخبوناً إلزاماً فهو يختلفٌ تماماً عن مجيئها دون خبنٍ إنْ استسغنا ذلك ويكمن التمثيل كالتالي :
يا ناظمَ الشعّرِ هلْ في ضربهِ سائغُ=كالمّاءِ في كدرٍ مَنْ ظامئٌ يلِغُ
إنَّ الأعاريضَ بعْدَ الخبنِ سائغةٌ=والضربُ هلْ مطربٌ آذاننا البالغُ

لعلَّنا نجدُ الفرق كبيراً ممّا ألزمَ الخليلُ العروض والضرب الخبن في البسيط ..
وفي الرمل والخفيف لطافتهما إنْ خبن الضرب او لم يخبن والقصائد خير شاهدٍ على ذلك ..

تحياتي
دمت بخير
في أمان الله .