http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...d=1#post646373


اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان أبو ستة مشاهدة المشاركة
إن الذي يمكن القول عنه إنه خرج عن عروض الخليل تماما هو فن الموشح في بعض أوزانه التي لا تصلح أو تستقيم إلا بالغناء. أما هذا الزجل الذي أشرت إليه فيمكننا القول إنه خرج من عروض الخليل، لأنه يتألف من عنصرين خليليين هما السبب والوتد. ومن أشكاله المعروفة الدوبيت الذي يتألف شطره من نسق خببي فتفعيلة رجزية وينتهي بمثله.
وإذا كان أخي خشان قد أرجع الصلة بين عروض الخليل وبين هذا الوزن من الزجل إلى ما أسماه بالتخاب بعد الأوثق، فإن هذا التفسير قد يصلح لما كان في شطره ثلاثة أسباب أو ربما أربعة على الأكثر ، ولكن ماذا لو زاد العنصر الخببي فيه على أكثر من ذلك ، نحو قول بيرم التونسي:
من قبل ما اكتب أنا عارف القول ضايع
والأمر بالتأكيد ذاهب حسب الشايع
(مستفعلن فعلن فعلن فعلن فعلن)
أستاذي وأخي الغالي أبا إيهاب

أذني تستسيغ الوزن التالي الذي يفسره التخاب وقد تستسيغه أذنك
مكررا لمن لا يعرف خلفية الحوار أنه من الموزون لا من الشعر.

كلا وبارئ ما فيك من الحور .....ما قل حبي لك من شدة غير
4 3 1 3 2 1 3 1 3 ........4 3 2 1 3 2 1 1 1 3

الصدر كما لا يخفى عليك مزدوج الانتماء للبسيط وهذا الموزون .... أما العجز فلا يمت للبسيط بصلة

وإن أردت التعبير عن العجز بدلالة تفاعيل البسيط كان : مستفعلن فاعلُ مستفعلُ فعِلن.

وتقطيعه باعتباره من الموزون كالتالي

4 3 (2) 2 2 (2) 2 (2) 2 ......4 3 2 (2) 2 2 (2) (2) 2
= مستفعلن + سبعة أسباب خببية

أقول هذا على خلفية ما أنقله إليك من الرابط:
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/jalt-4

أهم ميزة في الإيقاع البحري هو الوتد الذي يستمد ثباته إما بأن يكون أول الشطر كما في الطويل والمتقارب أو بمجيء سبب خفيف قبله فيصبحان معا 2 3 وهذه أساس الإيقاع البحري. ورأينا كيف يصبح لهذا الوتد قراءتان في حال زحاف كافة الأسباب التي تسبق الأوتاد، إحدى القراءتين تحمل ازدواجية الانتماء لبحر البسيط من الإيقاع البحري وكذلك لإيقاع الخبب. ولكن هناك طريقة أخرى لاستخراج إيقاع الخبب من البسيط عبر حذف ساكن الوتد. وسأستعمل للتمثيل هنا بيتا آخر غير الذي تقدم ثم أعدل نصه ليطابق الوزن المقصود في كل حالة: (الأشطر المكتوبة بالأزرق فيما يلي خببية جوازا أو وجوبا):

1- من البحر البسيط :

كلّا وباري طوال الهدب والحور .... ما قلّ حُبّيك من بعدٍ ومن غِيَرِ
2 2 3 2 3 2 2 3 1 3 .... 2 3 2 3 2 2 3 1 3

2-من البحر البسيط لا غير، محورا ( ولو كان الصدر معزولا عن العجز لجاز لنا أن نعتبره من الخبب ):

لا ومُصَوِّرِ ما فيكِ من الحورِ .... ما قلّ حُبّيك من بعدٍ ومن غِيَرِ
2 1 3 1 3 2 1 3 1 3 .... 2 2 3 2 3 2 2 3 1 3

هنا الصدر فيه ازدواج الانتماء لكل من بحر البسيط من الإيقاع البحري كما للإيقاع الخببي، حسب العجز.ومجي ولو وتد ثابت واحد في العجز يجعل البيت كله من البسيط .

3- لا ومصور ما فيك من الحور .... ما عبِثتْ بهوانا حممُ الغِيَرِ
2 1 3 1 3 2 1 3 1 3 .... 2 1 3 1 3 2 1 3 1 3

البيت كله لنا أن نعتبره من الخبب لإمكان التعبير عنه خاليا من الوتد ويكون وزن كل من شطريه
= 2 (2) 2 (2) 2 2 (2) 2 (2) 2 =2×10=20
كما لنا أن نعتبره من البسيط حسب التفاعيل = مستعلن فعِلُن مستعلن فعِلُن. وهذا النوع القابل للتعبير عن البسيط والخبب (لاشتقاقه منه بطرق يقرها عروض الخليل ) ندعوه خبيب البسيط

4- لا ومصور ما فيك من الحوَرِ .... ما إن نقص هوى من شِدّةِ غيَرِ
2 1 3 1 3 2 1 3 1 3 .... 2 2 1 1 1 3 2 2 1 1 1 3

وإذا أردنا أن نعبر عن هذا الوزن انطلاقا من تفاعيل البسيط فإن وزنه هو ( الرمادي محذوف):

****************

أنت أكثر العروضيين العرب اقترابا بمنهجك من الرقمي وأنت أكثرهم موضوعية في تقييمه. وعندما أرى أن التخاب وهو من أهم أركان الرقمي لم يتضح لك رغم كل هذه السنين التي (تعارضناها) معا أشعر بصحة رأيي من أنه لن يفهم الرقمي من لم يدرس دوراته منهجيا.

حفظك ربي ورعاك.