السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أشد ما استغربت , عندما قرأت ما ورد في موقع شبكة الفصيح , ووالله ما كنت أظن أن يكون للعروض الرقمي مثل هذه السمعة بين الناس , ولا أن يضيق فكر البعض عن مدى روعته وسمو رسالته, ولئن كنت أشكر لبعضهم غيرتهم على القرآن , فإني أنكر عليهم أشد الإنكار أن تكون غيرتهم هذه في غير مكانها, أولم يأمرنا ربنا بتدبر آيات القرأن , أوليس هذا التقطيع من التدبر ... ومن قال بأن التدبر يكون في المعاني دون المباني؟!
إن تقطيع آيات القرآن الكريم بطريقة متبعة في تقطيع الشعر لا يعني أنه شعر , كذلك طبع القرآن بمطابع يمكن أن يطبع فيها الصالح والطالح لا يمس شرف القرآن وطهره بشيء.
وهل على من أدرك إعجاز القرآن أن يتوقف عند هذا الإدراك أم عليه – ولا أقول له – أن يستزيد من هذا الإدراك كما يستزيد الظمآن من الماء
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ
فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ
مُّسْتَقِيمٍ {54} الحج
سبحان الله !!! والله إني لأقيس وعي الأمة بقدر استيعابها لمثل تلك العلوم التي تخدم دينها ودنياها , وأسأل الله عزّ و جلّ أن لا يكون في أمتنا الكثير من أولئك الذين ضاقت بهم عقولهم وغرّهم جهلهم حتى انزلقوا إلى مثل ذلك المستوى الرخيص من السخرية التي يستنكف المرء حتى على أن يردّ عليها , لأنهم فقدوا أدنى أخلاقيات ومتطلبات العلم والحوار , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
إن مثل هذا الذي كتب عن أن ما سمع في ذم الرقمي أكثر مما سمع في مدحه إنما يدل على أن هذا العلم ما زال في مرحلة النمو الإعلامي , وأنه حتى الآن لم يلق حقه المطلوب في الإنتشار , وهكذا كانت الشجرة المثمرة هي التي تتعرض للرمي بالأحجار, وهنا أحضّ نفسي , وروّاد الموقع الكرام على أن نكثف جهودنا في نشره كما يستحق ويليق به , ليس فقط على مستوى شبكة الإنترنت بل في كل محيط يسعنا أن نطوله وندلي فيه بصوتنا والله المستعان ومن وراء القصد.
صلّى الله على محمد صلّى الله عليه وسلّم
المفضلات