لا شك أن العلوم تتواشج في مضمونها ومناهجها من جهة وتتباين قليلا أو كثيرا في جزئيات تطبيقاتها نظرا لملابسات خصوصية كل علم واتجاهه ومصطلحاته من جهة أخرى.
ما رأيت شخصا يتقن علما من العلوم الحديثة المتعلقة باللغة كاللسانيات إلا تمنيت أن يتقن الرقمي، لما سيعود به ذلك من فائدة على الرقمي والأدب عامة.
المفروض أن لا يوجد اختلاف بين علمين في ذات المسألة طالما التزم المنهج العلمي في كليهما فإن وجد اختلاف فثمة عامل ذاتي غير موضوعي، ربما يكون في الاستنتاج أو تفسير النتائج المخبرية ، . وهذا ما تطرقت له في حوارات جرت أخيرا، رأيت الذاتية لدى الطرف الآخر وربما رآها هو لدي، ولا يصلح حكما إلا من أتقن العلمين. كما يظهر في الروابط التالية :
1.. بين السببين البحري والخببي
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=83805
2.. الكامل بين الذاتي والموضوعي
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=84336
3.. مبادئ اللسانيات
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=84141
من التواشج الموضوعي بين ما طرقته أستاذتنا مروة والرقمي الفقرتين التاليتين الأولى من بحثها واصفة لمرحلة تأسيسية في اللسانيات
"أنَّها حوَّلت اهتمام الدرس اللغوي من وصف مظاهر السلوك اللغوي للمتحدِّثين ، وتحليله إلى وصف نظام المعرفة العقليّ الذي يكمن وراء هذا السلوك ، وبذلك تكون هذه المرحلة بمثابة نقلة مفهوميَّة أساسيَّة أسهمت في تطوُّر الأسس النظريَّة ، والمنهجيَّة لعلم اللغة الحديث ؛ وذلك من خلال رفضها لمعظم المبادئ ، والأسس التي نادت بها المدرسة الوصفيَّة البُنيويَّة رفضًا نابعًا من منطلقات فلسفيَّة، ومعرفيَّة لغويَّة مع عرضها لبدائل من المبادئ ، والأسس النظريَّة ، والمنهجيَّة للتحليل الأكثر توفيقًا"
والثانية من الرابط:
https://sites.google.com/site/alarood/laysa-elman
" يتعلم العروضي العروض ليحكم به على نتاج الذائقة العربية إبان سلامة فطرة العرب وفقا لأوصاف جزئية وتصوير صوتي جميل، بالتفاعيل الخاصة لكل بحر الأمر الذي يقتضي الحفظَ.
عالم العروض يتناول الذائقة العربية ذاتها وخصائصها تناولا علميا شموليا منهجيا قوامه الفكر."
وتبدو استعارة العبارة الأولى للتعبير عن الثانية ممكنة على النحو التالي :
"إن العروض الربقمي حوَّل اهتمام الدرس العروضي من وصف مظاهر الوزن في كل بحر، وتحليله إلى وصف نظام المعرفة العقليّ في منهج الخليل الذي يكمن وراء هذا السلوك الراقي الثري للذائقة العربية"
بل إن الفقرة الأولى تجعلني لدى تطبيقها على الرقمي أتفاءل – حسب بقية نصها وقياس الرقمي عليه – أن لا تكون المرحلة الحالية للرقمي إلا مرحلة تأسيسية يتلوها ما هو أرقى منها وأثرى وأوسع وأعمق، وفكر الخليل جدير بهذا وأكثر.
استبشر خيرا بوجود أستاذتي مروة عطا الله في الرقمي. آملا أن أرى على يديها ما يلقي الضوء على العلاقة بين خصوصية تميز العروض العربي في الوتد تحديدا واللسانيات التي تتعامل مع عروض لغات يغيب فيها مفهوم الوتد .
المفضلات