ولك بالمثل أستاذي الكريم !
وحضرتك الآن تحاول مقاومة انحيازك العاطفي لحجتي ورأيي اللذين ينصفانك ، بإعادة تمركزك في موقع جديد تتمكن فيه أكثر من الانحياز للأستاذ (الخليل) على حساب الأستاذ خشان ...
((حتى جاءني العون من الخليل ذاته على هوى النفس أولا))...وهوى النفس هو الانحياز الخليل
ميزة الخليل في هذا هي قدرته على الملاحظة التي جعلته ينتبه حيث لم ينتبه الآخرون.وقدرته على الاستقراء التي جعلته يقارن بين الظواهر ثم يربط بينها ليستنبط من نتائج المقارنة ما يمكن تسميته قواسم مشتركة في بنية الإيقاع البحري...كانت لديه تلك البصيرة التي يستشف بها ويرى أعمق مما يرى سواه ...لكنه قدّم ذلك كله (كخلاصة تطبيقية). حدد الدوائر وفك البحور بعضها من بعض واستنتج الزحافات وقوانينها ، وفي كل ذلك كان كمن تعرض له معادلة متشعبة في الرياضيات ، فيفكر بحلولها وهو صامت ثم يقدم أجوبة نهائية دقيقة وصحيحة ، لكنه لا يعرض ولا يشرح طريقتة في الحل .
هذه الجدلية التي تطرحها حضرتك بين المبدَع الأول (العروض التقليدي ) والمبدَع الثاني ( العروض الرقمي )تعني أن الأول يحتوي الثاني ، والاحتواء يستلزم أن يكون الإبداع الأول أكبر من الثاني فالمحتوى أصغر من المحتوي . ويستلزم أن المبدِع الأول ( الخليل ) مطّلع على علم المبدِع الثاني ( الأستاذ خشان ) .ولا أرى هذا صحيحا ، ولا أرى هذه حجة مقنعة على مستوى البشر . ويؤكد هذا أن العروض الرقمي أوسع من العروض الخليلي التقليدي .
والفرق شاسع بين تأملك في فكر الخليل وتأمل ألأستاذ ميشيل أديب . تأمل الأستاذ ميشيل طرح سؤالا ... أما تأملك فقد طرح الجواب على ذلك السؤال ، وليس فعل التأمل الذي ينتج سؤالاً كفعل التأمل الذي ينتج الجواب .
دمت في حفظ الله أستاذي
المفضلات