أهلا بك أستاذي الكريم ..كنت أنتظر تعقيبك والآن رأيته
أولا - ما يتعلق بالرومانسية فهذه ضرورة فنية لا بد منها لجذب القارئ لمتابعة عمل عروضي هو في الأصل يحمل طابع الفكر المجرد ..فئن لم أنجح بجذب القارئ فمن الصعب على الأفكار المجردة أن تجذبه للمتابعة على الرغم من إرادته . ومن ناحية ثانية فالعمل بين يدي مهما كان موضوعه فأنا أقدمه تحت عنوان ( رواية ) ولا بد لي أن أكتب وفق شروط هذا اللون الأدبي ..ومن أهم شروطه الحبكة وعنصر التشويق ...وكما تعلم حضرتك فإن عنصر التشويق يجب أن يبدأ بالتأثير في القارئ منذ الصفحة الأولى وإلا فقد يفقد قدرته على التأثير . فأنا أشعر بأنني قد زدت من جرعة الرومانسية قليلا فيما كتبت وكأنه عمل أدبي محض ..إلا أن هذا لن يكون على حساب دقة وموضوعية المحتوى العلمي الذي سيتضمنه هذا العمل بإذن الله .
في الحقيقة أنا كنت في الأصل ضد إخراج موضوع علمي فكري مجرد ضمن إطار أدبي هو إطار الرواية ..ولكن حضرتك سبقتني لهذا الإخراج وأصبح مفروضا علي بما أراه فيه من تحد لصعوبة إحداث التوازن بين الدقة العلمية والشروط الأدبية لكتابة الرواية .
ثانيا - ما يتعلق بأسبقية الوتد أو أسبقية السبب في الإيقاع في الذهن البشري تاريخا وواقعا . آثرت أن أتجاوز المقدمة التي وضعتها حضرتك في ( نحو رواية التخاب ) في مقدمة ما أكتبه ..لا لشيء وإنما لأنني أردت البدء من مستوى المقطع الصوتي الكامل .
وعلى افتراض فهم من كلامي أن وجود الوتد كان هو الأسبق ...فيجب أن يفهم أيضا أن وجوده بمفرده كان أمرا عسيرا وصعبا ...لأن الوتد كان يشعر وهو بمفرده بأنه ناقص غير مكتمل ولا مطمئن . فأنا لا أتبنى أسبقية الوتد ووجوده بمفرده ولاأسبقية السبب ووجوده بمفرده وإنما أتبنى الازدواج بينهما منذ البدء فأحدهما يكمل الآخر في الإيقاع .
شكرا لتشجيعك أستاذي الكريم
المفضلات