في تقديمه لكتاب ( الكافي في العروض والقوافي ) يقول محقق الكتاب الحساني حسن عبد الله:

" ولقد هان الأمر لو اقتصر على جمجمة هنا وجمجمة هناك، فليس يضير العلم أو الأدب أو الأخلاق في عصر من العصور أن يهوّن منها بعض الناس، وإن كانوا ذوي مكانة ونفوذ، إنما الضير كل الضير أن تكون الاستهانة سمة العصر، وهذا هو البلاء الحاضر الذي ما كنا في حاجة إلى الكلام على فائدة العروض أو الدعوة إلى العناية به لولا تفشيه في هذه الحقبة التي نعيشها.
ها هنا قضية جديرة باستفاضة القول ولكنها أكبر من هذا المقام. والذي يعنينا منه الآن أن الاستهانة بالعروض – وهي فرع من الاستهانة العامة – قد بلغت مقاعد الدرس وذاعت على ألسنة الأساتذة.ط

"إن الغربيين يرعون العروض أجل الرعاية، فيقولون فيه ويكثرون القول، وينشرون كتبه يشرحون فيها أصوله ودقائقه ويتابعونه في مراحل تطوره، ويعنون في تقديمهم للدواوين ببيان أوزانهاعناية ملحوظة، لأنهم يعلمون حق العلم أن الاستهانة بالعروض ليست استهانة بجملة مصطلحات معقدة ، بل هي استهانة بالشعر نفسه واستهانة بعد هذا بوجدان الأمة وأخلاقها، وإن كنا نقول إن الشعر ديوان العرب فهو في كل أمة ديوانها، لأنه مستودع الشعور والحكمة قبل أن يكون مستودع الأيام والأخبار.
وإذا أريد لديوان العرب أن يبقى فلا بد أن تبقى أنغام الشعر نفسه والحفاظ على علم الشعر."