(( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) ........ صدق الله العظيم
ليس حب رسول الله قولا بلا عمل. وبالتأكيد فهو ليس قولا يكذبه العمل.
كتب محمد الرطيان :
https://groups.google.com/forum/#!ms...s/2CO_XtcR1IgJ
فخر الدين باشا القائد العثمانيّ العظيم، وآخر حاكم عثماني في حصار المدينة المنورة: يقف بثبات داخل مسجد رسول الله.. ويحرّض جنده على مواصلة القتال.
يتواصل حصاره هو وجنده..
الدولة العثمانية تتساقط أطرافها بضربات الحلفاء، وتوقِّع معاهدات اﻻستسﻼم، ويستمرّ حصار المدينة..
ينفد الطعام..
ينفد الماء..
تتفشّى اﻷمراض بين جنده، وتنفد اﻷدوية، ويقلّ العتاد.
تُقطع عنه اﻹمدادات، وتُفجّر سكة حديد الحجاز.
يقف وحده مع قوّته الصغيرة وسط صحراء من اﻷعداء دون أيّ سند.
يأتيه التلغراف من اسطنبول يدعوه لﻼستسﻼم.. يتجاهله.
يُرسل له قائده يطلب منه اﻻستسﻼم، يرفض.. ويبحث عن أيّ حجة، ويقول في رسالة الرّدّ: هذه ليست أيّة مدينة حتى انسحب منها أو أستسلم.. إنّها مدينة رسول الله. ﻻ بد أن يأتيني اﻷمر من الخليفة نفسه!
يأتيه أمر الخليفة بجواب من وزير العدل يأمره بتطبيق "معاهدة موندروس" وتسليم المدينة للحلفاء.. ويرفض، قائﻼً:
" إن الخليفة يُعدُّ اﻵن أسيرًا في يد الحلفاء لذا فﻼ توجد له إرادة حرّة".. ويرفض أن يستسلم، مُعرّضًا نفسه للمحاكمة والعزل وتهمة خيانة اﻷوامر العسكريّة... (سيسجل التاريخ أنها أطهر وأعظم وأشرف خيانة).
يقف أمام قبر رسول الله صلوات الله وسﻼمه عليه، ويقول بلغة عربية مُكسّرة وعزيمة صلبة متماسكة:
" والله لن أخونك يا رسول الله "
يتساقط جنده وضباطه، وقبلها دولته، وكلّ شيء حوله يقف ضدّه... قال للقلّة التي بقيت معه: أخرجوا أنتم، وأنا سأبقى هنا... ﻻ يدرون ما الحيلة مع قائدهم!.. أحاط من تبقّى منهم بفراشه وحملوه قسرًا وهم يبكون ليخرجوه إلى الخيمة المعدّة له من جانب «حلفاء» الحلفاء.
التاريخ الذي يبصق على وجوه الخونة.. ينحني ليُقبّل رأس فخر الدين باشا .
المفضلات