السلام عليكم أساتذتنا الكرام.
ما انطبع في نفسي حول الموضوع أن التناسق بين العبارات يجب ألا يكون مصطنعاً بل يجب أن يكون سليقياً أي أن تتولد الفكرة في نفس الشاعر ، ويحاول التعبير عنها بقدرته الكلامية المنظومة. وتتحكم بالفكرة خلفية الشاعر من العلوم والمعارف والانفعال، ثم تتولد عن ذلك شرارة الفكرة التي تصدر عن حدث محرض للشاعر، ويظهر أثر الخلفية في التحليل التالي
ماذا على الحبر إن لم يجر في القلم ... وما عليّ إذا صدّ الكلامَ فمي
هناك خطأ في التركيب التصوري الخيالي أبسطه أن يقال حسب تصميم الأقلام أن الحبر يخزن في القلم كمداد (لا يجري فيه) ثم يجري منه للتعبير عما تشعر به نفس الكاتب من أحاسيس ، ولذالك أرى للدقة أن يتغير حرف الجر من (في) إلى (من) ، والفكرة العامة الحكيمة في البيت أن تحميل المسؤولية في عدم الكتابة تقع على الكاتب (وليس على الحبر ولا على القلم) ، بينما في الشطر الثاني نجد فيه تبرئة الذات وتحميل المسؤولية على الفم ،وطالما أن الشطر الثاني يتكلم عن فمي فمن التوافق أن الشطر الأول في المقابلة يجب أن يتكلم عن (قلمي) وليس أي قلم.
وباختصار أبين ما يمكن أن يؤول إليه البيت للتوافق والخروج بحكمة مفيدة ، وليس مجرد رسم صور:
ماذا على الحبر إن لم يجر من قلمي ؟ تحميل المسؤالية على الكاتب بالقلم ، وفيها تبرئة للحبر أو المداد أي الوسيلة والقلم.
وما عليَّ إذا صدّ الكلام فمي .( تحميل المسؤولية على الفم – الوسيلة- وهو غير منطقي)
فللتوافق مع معنى البيت الأول أرى أن يكون الشطر الثاني :
فالعيب فيَّ إذا صد الكلام فمي ( تحميل المسؤلية على الذات وليس على المداد أو الفم)
ويكون البيت المترابط الفكرة:
ماذا على الحبر إن لم يجر من قلمي ؟... فالعيب فيَّ إذا صد الكلام فمي
ولبيان أن الفكرة المترابطة تتولد كاملة في أعماق نفس الشاعر ويلزمه فقط القدرة التعبيرية الشعرية عن تلك الفكرة، التي قد تحتاج لأكثر من بيت.
أضرب مثالاً وقع الآن :
بمجرد قرأتي للموضوع هطل هذان البيتان المترابطان مع استبدال الحبر بالمداد
معنى روحي
ماذا إذا انقطع الإقبال في الحرم ... ما قيمة العيش في البلوى وفي السقم
بئس المداد هوى في النفس يجرفها... فهل تعيش بروح الحلم والنغم ؟
المفضلات