بسم الله الرحمن الرحيم
في مدح الملك - 3
د.ضياء الدين الجماس
إلـهي ببحر من حنانك أُبْـحِرُ ... ومركبُ حبي في بـحارك يـمخر
كطود عظيم والحروف مداده .... فيجري سريعاً في البحور ويهدر
وينثر شعراً بالزهور مزيناً ... كثوب جميل فيه يزهو ويزهر
وتلك حروفي نورها وجـمالها ... أصوغ قوافيها بتِـــبـْرٍ فتبهر
لعلك ترضى يا حبيب جوارحي... فإني بحب فيك أعلو وأفخر
فإنْ أنت راض لن تبور تجارتي ...وإنْ أنت عافٍ فالحبور سيَغْمُر
فيا فرحي منك الحروف توهجت ... بها ألق والقلب منها مُعَمَّر
وطوبى لـمدَّاح يُـجِلُّ مليكنا... ففي مدحه طودٌ يجوب ويبحر
مــلــيـكٌ وقهار حفيظٌ لـِمُلْكِه ... فيقهرُ أنداداً له ويدَمِّـــــر
عليمٌ علا والكبرياء رداؤه.... ومن علمه تجري بحارٌ وأنهر
عظيم تجلى في العلا بإزاره ... بها الكائنات سابحات وتفخر
عفوٌ كريم عادل بقضائه.... لـميزانه كل الخلائق تـُحضر
ولا يبخس الحق الزهيد وإن خفى....فميزانه مثقال ذَرٍّ يُـحَرِّر
ولكنه عن حقه متجاوز .... وعن حق عبد بالعدالة يـخْفِــر
فينصرُ مظلوماً بنصرٍ مؤزر ... ويكبحُ ذئباً عن هواه وَيَعْزر
لَــحُبك روحٌ في رُفات قلوبنا.... ليحيي عظاماً من رميم وينشر
ومصباحُ نور للبصير منارة .... ويـجعل أعمى بالبصيرة ينظر
ومدحُك عرشٌ نستظل بظله ... بيوم التنادي والشدائد تَـقْهر
فحبٌ ومدح في الموازين ثقلها... كأثقالِ أحمال الجبال توقّر
ألا اغنم بها قرباً وظلاً مُبرّداً... فتنجو من الأهوال والنار تصْهَر
فياربَّ شعري إنني متشوق... لقرض جميل في الصحائف يُسْطَرُ
فينسج لي بيتاً من الصدق أرضه ... بنور جميل من هداك يُنَوَّرُ
ولا أرتضي شعراً يبيح ضلالة.... ليبقى نقياً من رضاك يُعَطَّــــرُ
وصلِّ على خير الأنام محمد... عسى من هداه الغيث يأتي ويـُمْـطَر
والحمد لله رب المعالمين
المفضلات