اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الجبار سعد مشاهدة المشاركة
تعقيبا عل موضوع الاستاذ خشان في هذا الرابط http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=78940 عندي سؤالان اثبتهما هناك واردهما هنا : الأول لم لا يكون الرّمز (3) عند الشيخ حقيقيا وهو رمز دلَّ على متحركٍ ،وساكنين ، فكما كان الرَّقم (2) رمزا حقيقا لأنه دلَّ على متحركٍ ،وساكن فالساكن هنا له قيمة ؛ إذ المتحرِّك وحده يرمز له بـ(1) فلما انضاف له ساكن رُمز له بـ(2) ؛اذن هناك قيمه عدديه للساكن ،فلم إذن جُعل الرمز(3) غير حقيقي ؟ ، والسؤال الثاني لم نجعل عمل الشيخ محاولة من محاولات التمثيل بالأرقام ؟ وهي في الحقيقة ليستْ إلاّ إبدال رموز النظام المقطعي بالأرقام فالرمز (1) = الرمز(u) والرمز 2 = الرمز(ـــ) فالمفهوم واحد والرُّموز متغيرة .
أعتقد أن التفسير يتعلق بضرورة النبر في موضع القافية . إذ ليس من الوارد أن يأتي في الشعر 2 ه أو 3 ه إلا في موضع القافية . وعلينا أن نلاحظ أن الساكن الأخير في 2 ه و 3 ه يأتي بعد حرف مد حصرا وليس بعد ساكن . ولا أظن اللسان العربي يقبل أن يأتي ساكنان متواليان ليس أولهما مدا في القافية . إذ ليس ذلك من الفصاحة في شيء . فلماذا يكون للساكن الوحيد في 1 ه قيمة رقمية محتسبة ضمن قيمة 2 ولا يكون له قيمة في 1 ه ه أو 2 ه ؟ وبتعبير آخر : لماذا لا نرمز ل 1 ه ه بالرقم 3 ؟
أعتقد أن لفظ المد في القافية يتلازم مع النبر لإبراز الروي صوتيا فتطبيق النبر على المد نظريا يتطلب التوقف عن التصويت مع انتهاء المد وهذا ما سيجعل الوقوف على الحرف الساكن الأخير بعد نبر المد متعذرا لأنه وقوف بعد وقوف . وهكذا فإن الوجود الطارئ للساكن كحرف أخير لا يمكن لفظه منفردا بعد نبر المد الأخير . يفرض تحويل موضع النبر في القافية من حرف المد إلى الحرف الساكن الذي يليه . وهذا يستدعي دمج الساكن ضمن المجال الزمني للمد كما لو كان من مكوناته إذ من المعلوم أن المد يقاس زمنيا بالحركات ويكون مجاله الزمني مفتوحا أو قابلا للزيادة .
على العكس من المجال الزمني المغلق لكل من الحرف الساكن أو المتحرك . فلنتأمل الفارق الزمني عند لفظ حرف المد و عند لفظ الحرف الساكن في قول الشاعر : " جاءت معذبتي في غيهب الغسق " ففي كلمة " جاءت "نستطيع مد الصوت عند لفظ الألف ( جااااا ) لأن المجال الزمني لحرف المد مفتوح .وهو ما لا نستطيعه عند لفظ التاء الساكنة ( ءت) . وهكذا فإن تكوين المجال الزمني للمد من عدد من الوحدات الزمنية القابلة للزيادة يسهل ضم صوت الساكن الأخير في القافية إليه كبديل زمني للوحدة الزمنية الأخيرة من مجال المد . وبالتالي فإن التعامل مع 1 ه ه من الناحية التطبيقية يقوم على دمج المد مع الساكن وإن كان الالتزام بالساكن في القافية يقتضي الفصل بينهما ه ه عند ترميز المقاطع .