قصة صالح عليه السلام
د. ضياء الدين الجماس
في قصةٍ رُوِيَت صيغتْ بأشعارٍ ... أعجــوبة رسَـمَت تاريخ كفـــار
عاشوا حضارتـهم تزهو برفعتها ... لكنهم كفروا في نعــمة الباري
جابوا منازلـهم في الصخر من جبل... في زُخْرُف حفروا قصراً بأغوار
زاغت ثـمود مدى عن ربِّـها وطغت ... في زينة شَمَخت تعلوا بإعمار
ضلوا طريقاً فأرسلنا بصالحهم... إلـى المدائن كي يحظى بأنصار
ضعافهم آمنوا والله بغيتهم ... في سَـبْحــهم مـخروا كوناً بإبـحار
لكن من كفروا ضلوا منارَتَـهم... راموا لـمعجزة تــحلوا لأبصار
من ناقة طلبوا ترويهمُ لبناً....تأتي كمعجزة في غيب أسرار
كانت لهم آية من ربـــها بعثت ... ما أروع النوق من آيات جبار
درت لهم لبناً غطى مدائنهم ... نـهراً بـِضِرْعٍ جرى من طيب أنـهار
لكنهم جَحَدوا قالوا لقد شربت.. من مائنا غدقاً ، غـــارت بآبار
في قسمة أمروا عدلاً ومرحــمة ... يوماً لناقـــتهم يوماً لأنــفــار
بالحق عاهدهم حفظاً لناقتهم ... كي يأمنوا سخطاً من دون إنـــظار
في عيشهم بطروا والكِبْـر رائدهم ... ضحوا بناقتهم من دون إخطار
قالوا لصالحهم هلاَّ العذاب أتى ... حتى به ائتمروا ، والخزي من عار
فجاءهم سخط في صيحة صرخت .... أو صعقة سحقت، يا ذل غدار
في رجفة رجفوا والحق يـمحقهم ، عدلاً بـما ظلموا جُذُّوا بأحــجار
أما لـمن صدقوا أنجاهُمُ مَلِــكٌ... بعداً لظالـمهم حـــباً بأحـــرار
هذا وقد ورثوا أرضاً بـها انتشروا ... من خيرها نَعِمُوا فضلاً بأنوار
والحمد لله رب العالمين
المفضلات