أهلا بك أستاذي الكريم د. عمر . كل عام وأنتم بخير
وأرجو المعذرة لتأخري في الرد
هل يقول الدكتور عمر : إن الخليل مر في ترتيبه لإيقاع المقتضب بمرحلتين فجعله في المرحلة الأولى مكونا من ثلاث تفعيلات ) مفعلات مفتعلن مستفعلن ( باعتباره مشتقا من المنسرح ثم عاد في المرحلة الثانية ليتراجع ويلقي بمستفعلن الأخيرة خارج حدود المقتضب مقتصرا في ترتيبه على مفعلات مفتعلن ؟
إن كان هذا ما فعله الخليل فهو دليل على أنه كان يحاول أن يطوع نظريته الدوائرية لواقع الشعر فهذه حجة له وليست عليه . .فما كان له أن يتراجع لولا أنه يضع الواقع الشعري نصب عينيه في نظريته .
درجت العادة عند عرض تاريخ الكشف العلمي في أي علم تطبيقي طبيعي كالكيمياء أو علم الخلية مثلا أن يتم تقييم ما قدمته مرحلة معينة من البحث العلمي على أساس ما تم رصده فيها من ثغرات منطقية في موضوع البحث . ذلك لأن تحديد هذه الثغرات يمثل تطورا مهما في بلورة الإجراءات المتبعة في البحث ، لذا فإن محاكمة المراحل التي مر بها الخليل وهو قيد المحاولة أو التجريب لا يمكن أن مطلوبا لتقييم عمل الخليل المكتمل في شكله النهائي إلا على سبيل الاستعراض التاريخي لمراحل البحث العلمي . . فتراجع الخليل أو مفاضلته بين جزئيات طرحه العلمي أمر طبيعي يكتنف نشاط الباحث العلمي أيا كان موضوع بحثه لأن هذا الباحث بشر يتعلم من أخطائه ويتكامل سيره من تقويم عثراته . . . والسؤال الأولى بالطرح في تقييم مسيرة الباحث : هل أوصله مخططه إلى هدفه أم لا ؟
يتساوى في تأصيل إيقاع السريع احتمال الرجز الذي ترجحه حضرتك من دائرة المجتلب مع احتمال التدوير بدءا من المنسرح في دائرة المشتبه مع استخدام الكسف وفقا لدوائر الخليل ، فما الذي يرجح الاحتمال الأول على الثاني ؟
الاجتثاث والاجتزاء ظاهرتان عروضيتان مارسهما الشاعر العربي بشكل عفوي في ما نجم عن انسياق ذائقته الإيقاعية وفق أنساق البحور التامة المتداولة . الخليل لم يخترع إيقاعات المقتضب أو المضارع أو المجتث . لكن هنا يجب تأمل ما يطرحه العروض الرقمي من تأطير وتفسير لهاتين الظاهرتين إيفاء للحق ووقوفا على مصداقية العروض الرقمي .
لا أعلم شيئا عن هذا .
تحية تقدير
المفضلات